السعودية / نبأ – ليست زيارة وزير الخارجية المصري إلى الرياض كسابقاتها. محادثات سامح شكري في جدة، أتت على توقيت اضطراد المؤشرات على تفاقم التباين في وجهات النظر المصرية-السعودية.
في التصريحات الرسمية أشار وزير الخارجية السعودي إلى حضور الملف النووي، كملف رئيس في المحادثات مع الملك سلمان بن عبدالعزيز ونظيره السعودي عادل الجبير حضر الإتفاق النووي بين إيران والدول الست.
أعاد الجبير معزوفة الإمتعاض من الإتفاق والقلق من السياسة الإيرانية في المنطقة، هذا ما لم يسجل له تقاطع مع النظام السعودي في تصريحات الوزير المصري، إكتفى سامح شكري بترداد عبارة عدم قبول القاهرة المساس بأمن الخليج.
من الواضح أن الرؤية المصرية للملفات الإقليمية ولا سيما بالنسبة لإيران، ليست بالحرارة ذاتها ولا على الموجة عينها، ثمة ترقب وانتظار مصريين تكبح بهما القاهرة ما تريد الرياض أن تجرها إليه من تسخين ومغامرات في ملفات المنطقة.
الملف الأكثر حساسية هو إشكالية العلاقة مع الاخوان المسلمين. يبدو العهد الجديد في المملكة مصراً على انفتاحه على التنظيم وحركاته في المنطقة، واستبدال العداء المطلق له بتوظيف مؤقت، إلى حين جلاء الصدام مع إيران، نظرية يؤكدها الكاتب السعودي خالد الدخيل معتبراً أن الرياض تدفع باتجاه أن يحصل تغيير ما في طريقة التعامل المصرية مع الاخوان والمعارضين بشكل عام، وهذا لا يعني أن السعودية في وارد التحالف مع الاخوان ضد النظام المصري.
استراتيجية ليست مصر في وارد تلقفها، وتغيير تعاملها مع الاخوان. معلومات تشير إلى مبادرة تسلمها شكري من القيادة السعودية، للإفراج عن قيادات التنظيم وإجراء مصالحة، لاقت رفضاً مصرياً أبقى الباب مفتوحاً على شروط معقدة.
الرياض من جهتها لا تود إزعاج النظام المصري أكثر، التعتيم الإعلامي على زيارة خالد مشعل، ونفي الجبير في مؤتمره الصحفي أن تكون الزيارة رسمية أمران يدللان على ذلك.
مرت أشهر وملف الاخوان لا يزال معكراً لصفو العلاقات بين البلدين، فهل ستتحمل مصر تعايشاً أطول مع النظام السعودي؟ أم أن القادم من الأيام سيكشف عن اتساع أكبر لهذه الفجوة؟