البحرين/ نبأ- كادت السلمية أن تكون على مر السنوات الماضية، مرادفة للثورة البحرينية. سلمية أضحت شعار هذا الحراك الثوري، إلى درجة طغى فيه هذا الشعار على شعارات الثورة المطلبية نفسها، في كل مناسبة أو فعالية ينظمها البحرينيون.
إلا أنه ثمة في الجزيرة الخليجية الصغيرة من شعب البحرين وشباب ثورتها، من لم يعد يطيق السماع إلى تحذيرات الإلتزام بسلمية التحرك بوجه النظام البحريني، حضارية الحراك وفق وجهة نظر هؤلاء لا تقتصر على المظاهرات السلمية، ومسيرات الورود والشموع، مبررهم إلى ذلك منطق الدفاع عن النفس مقابل جرائم النظام واعتداءاته التي لم تجد لها رادعاً على مر السنوات الخمس، آلاف المعتقلين السياسيين وعمليات اقتحام البلدات وإطلاق الرصاص والتعذيب والقمع والقتل، مشاهد استنفدت قابلية بعض الشبان على السكوت والإصطبار، وبات الحل بنظرهم في رد العنف بالعنف، ولا خيار آخر.
تشكل شريحة المؤمنين بخيار ما يُسمّى ب”المقاومة المشروعة” في وجه النظام البحريني، فئة صغيرة لا تحظى بأي غطاء داخلي أو خارجي حتى الآن، فهم مجموعة من الشبان ينشطون في إزعاج قوة النظام إبتداء عبر إلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة، وصولاً إلى تبني بعض التشكيلات غير المعروفة الهوية لعبوات تستهدف دوريات القوات العسكرية.
لكن المؤكد أن هذه المجموعات الصغيرة آخذة في التوسع واجتذاب المؤيدين والمتعاطفين، ومن بينهم بعض النخب الثقافية والفكرية، في كل مرة يتابع فيها النظام البحريني سياسة القمع والترهيب والإستبداد، ويراوح في شرنقة الخيار الأمني غير آبه بحلول للأزمة الوطنية، وبالتوازي تسد الآفاق أمام الجمعيات المعارضة وبوجه الحراك الشعبي السلمي المتواصل منذ خمس سنوات.
على الرغم من هذه المسؤولية التي يحملها بحرينيون للنظام، في توليد خيار “المقاومة العنفيّة”، يبقى الأخير محل رفض واستبعاد مطلقين، من قبل الجمعيات السياسية المعارضة، والقيادات والرموز الوطنية البحرينية، فضلاً عن القيادات الدينية.