السعودية/ نبأ- أكثر من أربعة أشهر والعدوان السعودي متواصل على اليمن، حرب تخوضها الرياض بكل ما أوتيت من قوة بوجه الشعب اليمني وقواه الثورية، وفي مقدمها حركة أنصارالله، الأخيرة كان توسع نفوذها في أوساط الشعب اليمني، شماعة النظام السعودي لدخول المعركة، بعد محاولات حثيثة لشيطنة الحركة وحلفائها وتقويلها ما لم تقله يوماً، ونسج الأساطير عن الخطر الوجودي القادم من الجنوب.
في المقابل يقف داعش على تخوم المملكة شمالاً مطلقاً تهديداته بلا مواربة ودون انقطاع، يقارن بعض المراقبين هنا بين ردة فعل النظام السعودي تجاه داعش وردة الفعل تلك بوجه الجار اليمني، مقارنة تفصح عن حجم القصور السياسي، وضيق الأفق أمام نظرة العقل الحاكم في الرياض، حين تستحضر المناكفات السياسية مع بعض الدول الإقليمية، وتستخدم المصالح الآنية، مع العصبية الطائفية، تورث هذه السياسات أبناء المملكة تراكمات من المخاطر والفشل.
هذه الأسئلة وغيرها يكررها المراقبون اليوم أمام مشهد إعلان تركيا الحرب على داعش، بعد مرحلة طويلة من إرخاء الحبل والتواطئ مع التنظيم التكفيري، الإستفاقة التركية المتأخرة وإن شابهت نظيرتها السعودية، إلا أنها لا تزال هي الأخرى حبيسة القصور عينه، حين يكون التحرك الجدي منصباً على الغريم التقليدي أي حزب العمال الكردستاني، وتكون محاربة داعش أمراً هامشياً في المعركة، تكرر أنقرة هنا أخطاء الرياض إذاً، فيما يؤكد الخبراء الإستراتيجيون أن سر استمرار تنظيم داعش وقدرته على البقاء، تكمن في هذا التشتت الذي هي عليه دول المنطقة، وعدم جدية بعضها في القضاء على التنظيم طمعاً في مصالح آنية.
الآن وبعد التحرك التركي ولو الجزئي منه، وعقب المعلومات عن تدشين اللقاءات الأمنية بين الرياض ودمشق، يتساءل البعض إن كان من المحتمل أن نسمع بتغير في الإستراتيجية يطاول مراكز القرار في المملكة؟