البحرين / نبأ – لأنهم أهل الأرض الحقيقيون, ولأنهم من ناضلوا ولا زالوا في سبيل الحرية والإستقلال، يحيي البحرينيون يوم الرابع عشر من أغسطس من كلّ عام احتفالاً بخروج الاحتلال البريطاني من بلادهم.
في هذا اليوم من العام 1971 أنهى البحرينيون تاريخا من النضال ضد الإستعمار البريطاني وأكدوا رغبتهم بالإستقلال الكامل ورفض كل أشكال الهيمنة الخارجية.
إلا أنّ هذه الإرادة الشعبيّة في الاستقلال لا يقابلها شعور مماثل لدى النظام البحريني الذي تحكمه عائلة آل خليفة منذ أكثر من قرنين، حيث لا يجري النظام احتفالاتٍ رسمية بيوم الاستقلال، وامتنع عن إقامة دولة دستورية عصريّة يرضاها المواطنون.
المعارضون يؤكدون أنّ النظام لا يحمل انتماءاً إلى أرض البحرين، لكونه ينظر إلى البلاد على أنّها أرضٌ محتلَّة، ويعتبر السكان الأصليين رعايا تحت الغزو.
في السياق، نُشرت وثيقة بريطانية سرية أكدت محاولات ملك البحرين السابق محمد بن خليفة إستتباع بلاده لإيران عام 1842. موقفٌ يتناقض مع الموقف الرسمي الحالي للنظام الذي يتهم المعارضة بالتآمر مع طهران، ويواصل إعلامه الهجوم على إيران واتهامها بالتدخل في شؤون البلاد.
الوثيقة البريطانية تقول إن حاكم البحرين قدّم عريضة إلى حاكم فارس يصرح فيها بأن بلاده تابعة لبلاد فارس ولن تخضع بعد الآن إلى الإمام فيصل بن تركي آل سعود وبأنه ينوي حشد القبائل العربية من الكويت إلى مكة بهدف حماية طريق الحجيج المتوجهين إلى مكة.
ورغم أن يوم الإستقلال غير معترف به رسميا, حيث لا يعتبر النظام أن بريطانيا كانت تحتل البحرين، وأكد ملك البحرين حمد بن عيسى لملكة بريطانيا أن والده تفاجأ بقرار خروج بلادها من بلاده, إلا أن البحرينيين يصرون على إحياء هذا اليوم الذي يواجَه بالقمع من القوات الحكومية.
إئتلاف الرابع عشر من فبراير أكد أن جماهير الثورة ستصعد حراكها مع إقتراب ذكرى الإستقلال, حيث عمت التظاهرات بلدات البحرين ومناطقها المختلفة.
وأعلن المتظاهرون عن كامل جهوزيّتهم للمشاركة في مسيرات يوم 14 أغسطس نحو ميدان الشهداء، الذي كان مركز انطلاق ثورة الرابع عشر من فبراير.
أهالي البلدات أصدروا بيانات منفصلة عبروا فيها عن تلبيتهم لنداء المشاركة في فعاليات يوم الاستقلال تحت شعار شعب منتصر، حيث من ستطوف “شعلة” رمزية على البلدات، تعبيرا عن النضال من أجل نيل الحرية والإستقلال الكامل.