السعودية / نبأ – لم تخفت بعد مدافع الحرب في بلاد العرب، لكن قرقعة التسويات السياسية تطغى في الأيام الأخيرة على أصوات المدافع. في سوريا تلوح اختراقات سياسية تدفع باتجاه حوار أطراف النزاع والحل السياسي، حل يبدو فيه من كان بالأمس عماد المشكلة ومسبباتها بالتسليح والتمويل والتحريض، جزء من المشهد الإقليمي الجديد، وشريك الطبخة التسووية.
فالنظام السعودي لم يتوقف في ظل لحظة إقليمية مؤاتية، عند كل خطابات الأسقف المرتفعة التي كان يصوب بها نحو سوريا ونظامها، قفزت الرياض على كل ذلك ولاقتها دمشق في منتصف الطريق، لقاء محمد بن سلمان-المملوك، لن يبقى وفق المؤشرات لقاء يتيماً، ما حمله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الخليجيين، يتفاعل في أكثر من إتجاه محققاً نجاحات لافتة، في ظل الدعم الأميريكي الجلي لتحرك موسكو.
من طهران يتوجه وزير الخارجية السوري إلى عاصمة التسويات في المنطقة، في مسقط يلتقي وليد المعلم بنظيره العماني يوسف بن علوي، هنا للمكان والتوقيت دلالات لا يمكن إغفالها، لا يستبعد متابعون أن تكون زيارة الوزير السوري فاتحة لتفعيل الحوار السوري السعودي.
خارطة التسويات الإقليمية وإن كانت في اتجاه أكثر إيجابية من ذي قبل، إلا أنها ليست بتلك المرونة التي يشي بها تسارع الخطوات في العواصم الإقليمية، خارطة تزداد تعقيداً بالنظر إلى تداخل الملفات وصعوبة فصل الملف السوري عن ملف اليمن، حوار سعودي إيراني، وحده الكفيل في تسريع عجلة ما يجري من حراك سياسي.