السعودية / نبأ – في أبها جنوب غرب المملكة، وقع الهجوم الجديد في جغرافيته، كما في هدفه. لا يقنع بعض المتابعين، باقتصار قراءة الحدث، على أنه جولة من الضرب الإرهابي العشوائي.
فالمشهد الأرحب لسياق ما يحدث في السعودية، هو سياق آخر بدأ بالإكتمال، من بين سياقات تضع كيان المملكة على خط المخاطر الوجودية الإستراتيجية.
تلعب داعش ومن يحرك أحجارها من أياد خفية، لعبة تحريك المياه الراكدة من مختلف زواياها، بعد أن تعصف بهبوب الطائفية وعصبياتها عبر التفجيرات السابقة، تتجه اليوم لتخلط الأوراق الأمنية، يصوب المهاجمون جنوباً باتجاه خاصرة أمنية رخوة على مقربة من الحدود ما ينذر بسيناريوهات غير محمودة العواقب. يتسع ملعب هؤلاء من الحدود الشمالية إلى المنطقة الشرقية فالطائف والجنوب، مروراً بقلب العاصمة الرياض، ثمة صورة يحاول داعش تثبيتها، أن أرض الجزيرة العربية ساحة من ساحات تحركه وملعب لنشاطاته.
ربما كان تقرير منظمة فريدوم هاوس السابق للعدوان السعودي على اليمن، من أوائل الدراسات التي أنذرت تحت عنوان الإنهيار الوشيك، ببداية اكتمال سياقات تنطوي على أخطار وجودية، تحتشد منذ أواخر العام الماضي، لتضع المملكة أمام مصير مجهول، تدفع فيه ثمن سياساتها الخاطئة.
من بين هذه الأخطار، موجة العنف المسلح، إرهاب تكفيري هو الأخطر من بين الأدواء المتحركة في رمال المملكة، خطورة تمتاز من بين بقية التهديدات بأمرين، الأول هو أصالتها في جسم المملكة وهي بذلك ليست طارئاً غريباً عليها، والثاني هو في سرعة قابلية نيرانها للإشتعال والتمدد.