مصر / نبأ – يبدو أنّ القاهرة ستبقى مركزاً للصّراع السّعوديّ والقطريّ، وبأشكال مختلفة.
الرياض التي تشعر بأنّها استعادت مصر من قبضة الدّوحة، بعد دعمها لحكم العسكر الذي أطاح بالرئيس الإخواني محمد مرسي، تواجَه منذ فترةٍ بسجالٍ إعلاميّ من أكثر من جبهة.
وبعد التصريحات النّاريّة التي صدرت عن الكاتب المعروف محمد حسنين هيكل، فإنّ الإعلامي المصريّ إبراهيم عيسى لازال يضع المملكة على طاولته للكشفِ عن دورها الأصيل في دعم الإرهاب ونشْر التطرف.
عيسى جدّد اتهامه للمملكة بنشْر الفكر الإرهابي عبر الفتاوى الرسميّة التي تصدرها هيئة كبار العلماء في الرياض، واصفاً إيّاها بأنها فهم صحراوي مليء بالبدويّة والجفاف، على حدّ تعبيره.
وانتقد عيسى كتاب “فتاوى البلد الحرام” الذي قال إنه يُوزَّع على الحجاج والمعتمرين مجانا، ويحوي فتاوى لا تختلف عن فتاوى تنظيم داعش بحسب قوله.
وقال ان الكتاب ينطوي على فتاوى تكفر الجيش المصري، مطالبا الجهات الرسمية في مصر بما فيها جامع الأزهر ووزارة الخارجية، بعدم السّكوت عمّا وصفها بالإهانة.
وأشار عيسى إلى أن خمسة آلاف سعودي فجروا أنفسهم في كل من سوريا والعراق لأنهم يؤمنون بما ورد في كتب الفتاوى المتشددة المعتمدة رسميا في المملكة.
في الضفةِ الأخرى، فإنّ الحرب الإعلاميّة ضدّ قطر لا تزال مفتوحةً، رغم المصالحة التي جرت في ديسمبر من العام الماضي برعاية الملك السابق عبد الله.
الإعلامي القريب من ضبّاط الجيش المصري، يوسف الحسيني، كرّس حلقة من برنامج التلفزيوني للهجوم على الدّوحة، وخصّص مساحة أكبر من الهجوم على وزير الخارجية القطري خالد العطية بعد إعلان الأخير عن استعداد الدوحة للمصالحة بين النظام المصري وجماعة الإخوان المسلمين، وجدّد الحسيني وصف الجماعة بالإرهاب.
الهجوم أيقظ الإخوانيين في السعودية، ومنهم الأكاديمي محمد النجيمي، الذي استنكر العبارات النابية التي استعملها الإعلامي المصريّ بحقّ الوزير القطري.
مراقبون يرون أنّ السجالات الإعلاميّة في المشهد المصريّ تعبّر عن الصراع الخفيّ الذي يدور بين مراكز النفوذ والقرار في مصر حيال إزدواجية العلاقة بين الرياض والدوحة، مؤكدين أنّ البلدين الخليجيْين لازالا يبحثان عن السُّبل الكفيلة بتسديد الضّربة القاضية على أرض القاهرة المبتلاة بالإرهاب والمشاريع التي تعتمد على المال الخليجيّ.