المملكةُ تصرُّ على موقفها في الملفّ السّوري.. ولكنّه إصرارٌ ينطوي على عدم الإصرارِ أيضاً. الرياضُ، التي دفعت بالحربِ والفوضى في سوريا، باتت مُجبَرةً على الحديثِ عن حلّ سياسيّ في هذه البلادِ التي تدفّقت عليها وحوشُ الإرهابيين من كلِّ أصقاع الأرض.
أخفقَ محمّد بن نايف في مواجهةِ الإرهاب، لأنّ الشَّرَر الذي يتطايرُ من عينيه لا يُطفيء النّار، بل يُوقدها. هذا الشَّرَرُ الذي أحْرقَ مطالبَ شهداءِ المساجدِ في المملكةِِ حينما دَعَوا إلى تجريمِ التحريضِ المذهبي وإلى إصلاحِ مناهج التّعليم.. ولأنّ المملكةَ لم تفعلْ ذلك، فإنّ بحثَها عن حليفٍ أمريكيّ أو روسيّ لمواجهةِ الإرهابِ التكفيريّ؛ لن يُجدي، إلا في سُوْقِ المزايداتِ الإعلاميّةِ والهروبِ من تحمُّل المسؤوليّةِ الحقيقيّة والكاملة.
ابن نايف الذي غادرَ الأسبوعَ الماضي سرّاً إلى إيطاليا وقضى ساعاتٍ في فيلا برلسكوني؛ كان عليه أنْ يذهبَ إلى مكانٍ آخر غير بعيدٍ عن الفيلا التي ينوي شراءها بالملايين.. ثمّة أمكنةٌ جديرةٌ بأنْ يعبرَ إليها أولئك الذين تنتظر الشّعوبُ منهم يقظةً ذهنيّةً ونقاءاً روحيّاً وتطهيراً للأجساد الملتهبةِ بالقمع والإرهاب..