اليمن / نبأ – كشف الناشط الحقوقي " روري دوناجي" في تقريره الذي نشره موقع "ميدل إيست آي" أن الإمارات العربية المتحدة أرسلت مجندين إلى حرب اليمن، تاركة أسرهم في حالة غضب وصدمة.
وقد صدر رئيس الدولة في الإمارات قانونا اتحاديا يفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على مواطني الدولة الذكور، ويجعلها اختيارية للإناث مع اشتراط موافقة ولي الأمر، وذلك في العام عام 2014، وأوردت المصادر في الدولة الخليجية أنه يجري الآن إرسال المجندين للقتال في اليمن.
وأفاد الكاتب أن الإمارات ترسل المجندين إلى اليمن للمشاركة في العمليات العسكرية لدعم قوات التحالف التي تقودها السعودية في محاولة إعادة حكومة الرئيس الفاقد للشرعية هادي.
وقالت مصادر مقربة من أسر المجندين الذين أُرسلوا إلى اليمن، وفقا للناشط الحقوقي، إنهم مصدومون من هذا، إذ كيف لشباب يؤدون الخدمة العسكرية يُرسلون إلى منطقة حرب وليس لديهم خبرة قتالية.
وتشير التقديرات، كما أورد التقرير، إلى أن الإمارات العربية المتحدة قد نشرت 1500 جندي على الأقل في اليمن، مع العلم أنه لم يتم الكشف عن الأرقام الرسمية إلى الآن. ويُقال إن هذه القوات هي جزء من قوة عسكرية قوامها 3000 جندي من القوات السعودية والإماراتية ويُشاع أنها تضم أيضا مصريين، ومجهزة بدبابات فرنسية وعربات قتال روسية وناقلات جند أمريكية.
وقد صرح السكرتير الخاص للرئيس هادي، مؤخرا، لصحيفة سعودية قائلا إن الجنود الإماراتيين المنتشرين في اليمن يتمركزن في جنوب غرب مدينة عدن، ويتولون حماية المطار الميناء وكذلك تقديم الدعم للجيش اليمني في تشغيل "الأجهزة الحساسة" التي لا يعرفون استخدامها.
ونقل الناشط الحقوقي عن مصدرين إماراتيين، ولا يعرفان بعضهما البعض، قولهما إن المجندين يتم نشرهم في اليمن كجزء من القوة الإماراتية للمشاركة في عمليات التحالف هناك.
"بالنسبة لنا، فهذا الأمر صدمنا"، كما صرح أحد المصادر الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية القضية.
وأضاف موضحا: "هؤلاء الشبان أُجبروا على أداء الخدمة العسكرية، وينبغي ألا يُرسلوا إلى مناطق الصراع الساخنة. فهم مدنيون يُفترض أن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية وعملهم بعد إنهاء خدمتهم".
وقالت مصادر إماراتية، وفقا لكاتب التقرير، إن "العديد من" المجندين أُرسلوا إلى اليمن ولكن لا يعرف بالضبط عددهم الحقيقي، وأضافت أن عددا من الأسر أُبلغت في الآونة الأخيرة أن أبناءها سوف يُرسلون إلى اليمن حين الانتهاء من الخدمة العسكرية.
وكشف مصدر عسكري في عدن لموقع "ميدل إيست آي" أنه رغم ادعاءات إرسال المجندين إلى اليمن، فإن القوات الإماراتية في عدن أثبتت أنها "من ذوي الخبرة والتعليم الغربي وهم طيبون جدا".
وقد سُجَلت عدة إصابات في القوة الإماراتية منذ نشرها في اليمن. إذ إن وكالة أنباء الإمارات الرسمية أعلنت أن ثلاثة جنودا إماراتيين قُتلوا بعد أن تعرضت عربتهم المدرعة للغم أرضي.
وبخلاف التصريحات الرسمية والإشادة ببطولاتهم في بيانات التأبين، فإن المجندين الإماراتيين الذين أُرسل أبناؤهم للقتال في اليمن يتخذون موقفا مختلفا. ذلك أن "الأسر غاضبة من إجبار أبنائهم على الحرب"، وفقا لمصدر إماراتي، رفض الكشف عن هويته خوفا من انتقام السلطات، وأضاف مستدركا: "ولكنهم لا يستطيعون فعل أي شيء حيال ذلك، فإذا تحدثوا بهذا فسوف يُسجنون".
وأوضح أن "الناس لن يتكلموا عن هذا علنا لأن القيام بذلك أمر خطر جدا، ولكن في السر يعبر هؤلاء المتضررون عن عدم سعادتهم بهذا".