اليمن / نبأ – على طريق رفع مستوى حضورها وثقلها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استعلمت الإمارات جزءا من عائدات ثروتها النفطية في السنوات الأخيرة لجمع قوة عسكرية ضخمة.
وفقا لتحليل أجراه موقع فوكاتيف مؤخرا فإن الإمارات اشترت عام 2001 أسلحة تزيد قيمتها على 19 مليار دولار من الولايات المتحدة. وعام 2013 جاء انفاق الإمارات العسكري ضمن أعلى 15 مرتبة في العالم.
في منطقة الشرق الأوسط، جاءت الإمارات في المرتبة الثانية بعد المملكة السعودية، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، الذي يقيس مبيعات الأسلحة في جميع أنحاء العالم.
ولكن ما الذي يخيف الإماراتيون ويدفع واحدة من أصغر الدول العربية إلى إيلاء جاهزيتها العسكرية أهمية تتفوق فيها على القدرات العسكرية للسعودية نفسها.
برأي معاذ الواري محلل أمن الخليج في مركز التقدم الأمريكي والخبير في شؤون الإمارات فإن شعور أبوظبي وحلفائها بوجود تهديد وجودي يدفعهم لامتلاك قدرة كبيرة للدفاع عن أنفسهم ورفع مستوى لعبتهم، بحسب تعبيره
و باعتبارها حليفا قويا للولايات المتحدة فقد كانت الإمارات جزءًا من التحالف الدولي الذي قصف في جميع أنحاء ليبيا، وأفغانستان، وكذلك داعش في سوريا وفي مناطق النزاع في مالي، وأفغانستان، وكوسوفو.
اليد الإماراتيّة العنفيّة برزت مبكّراً حينما أرسلت قوّاتها للمساعدة في قمع الثورة السلميّة الشعبية التي اندلعت في البحرين عام 2011م، وقُتِل في مارس 2013 أحد جنودها أثناء مشاركته في قمع تظاهرة بإحدى البلدات البحرينية.
الدور الإماراتي في اليمن بدا أكثر وضوحاً مع المعارك الأخيرة التي تتحرك في عدن. مقتل جنود إماراتيين على نحو متتالٍ يكشف التوغل العسكري اللافت للدّولة التي يُفترض أنها تخوض أهم اختباراتها العسكرية في البلاد الأكثر اضطرابا في الخليج.
بمعزل عن المهرجانات الدعائية التي تنشرها وسائل الإعلام الرسمية، فإنّ الخبراء يحذرون من الإجهاد الإستراتيجي الذي ستتعرّض له القوات الإماراتية في اليمن، ولاسيما في ظلّ الترجيحات التي تؤكد بأن الصراع سيطول أمدُه هناك.