أخبار عاجلة

نبيل رجب: الخيار الأمنيّ في البحرين خلق شرخا بين السلطة والمجتمع

البحرين / نبأ – قال رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب، إنّ الخيار الأمنيّ الذي اتبعته السلطة كحلٍّ وحيدٍ قد فشل وهو خيار خاطئ منذ البداية، ساهم في تصاعد وتدهور الأحداث الأمنيّة وخلق شرخٍ كبيرٍ بين السلطة والمجتمع، حتى بات علاجه أكثر تعقيدا من السابق، وأصبح هو السبب في بدء العنف وازدياده عوضا عن إيجاد حلٍّ لأزمة البلاد.

وأوضح في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعيّ "تويتر"، نشر فيها موقفاً أعلنه على حسابه في “انستغرام” أنّ خنق الناس في التعبير عن مظالمها بشكلٍ سلميٍّ يدفعها للتطرّف والتشدّد والعنف، خصوصا مع انسداد كلّ أُفق الحلّ من أمامها، مطالبا السلطة بمواجهة الحقيقة بشجاعة والإقرار بأنّها المسؤول الأوّل الذي دفع الناس لهذه الخيارات العنفية والمدانة، عندما تم حرمانهم من التعبير عن مظالمهم بشكلٍ سلميّ، واعتماد السلطة على قمعها الأمنيّ.

ورأى الناشط الحقوقيّ نبيل رجب أنّ القوى الحقوقيّة والمجتمعيّة والسياسيّة على استعداد للتعاون مع السلطة لوقف هذا الانزلاق، إذا شرعت السلطة بإطلاق حريّات المواطنين في التجمّع السلميّ والتعبير الحضاريّ المشروع والمكفول دوليا، وإذا أوقفت تعاملها مع مطالب ومظالم الناس بصورة أمنيّة وبوليسيّة.

لو تتبعنا سياق الاحداث التي تعصف بالبلاد ومزاعم الجهات الأمنية التي سنفترض صحتها وكذلك القضايا المتتالية التي تعرض على المحاكم يوميا سنجد ان تلك الأحداث والقضايا قد بدأت اولا باستهداف التظاهرات والتجمعات والندوات السلمية الا انها تطورت لاحقا لتشمل قضايا شغب واعمال عنف وهي القضايا التي تجاوزت اعدادها تلك المرتبطة بالتظاهرات السلمية – اما اليوم فان غالبية هذه القضايا والمحاكمات مرتبطة بقضايا عنف وارهاب وغيرها من القضايا الخطيرة – واي فردا حكيم وعاقل ومراقب للساحة سيخرج بنتيجتين في هذا السياق والتسلسل التصاعدي للاحتجاجات – أولهما ان الخيار الأمني الذي اتبعته السلطة كحل وحيد قد فشل وهو خيار كان خاطئ منذ البداية بل ساهم في تصاعد وتدهور الأحداث الأمنية وخلق شرخ كبير بين السلطة والمجتمع بات علاجه اكثر تعقيدا من السابق وان هذا الخيار هو السبب في بدء العنف وازدياده عوضا عن ايجاد حلا لازمة البلاد- اما النتيجة الثانية فهي تبين لنا حقيقة معروفة وهي ان خنق الناس في التعبير عن مظالمها بشكل سلمي يدفعها للتطرف والتشدد والعنف خصوصا مع انسداد كل أفق الحل من أمامها – وفي الوقت الذي ندين فيه كل اعمال العنف والتطرف التي لا تخدم البلاد والعباد الا انه علينا عدم المكابرة والهروب من الحقيقة التي أدت لهذه النتائج المرة التي وصلنا اليها كما علينا عدم رمي إخفاقاتنا على الآخرين – بل على السلطة مواجهة الحقيقة بشجاعة والاقرار في انها المسئول الاول الذي دفع الناس دفعا لهذه الخيارات العنفية والمدانة عندما حرم الناس من كل أشكال التعبير عن مظالمهم بشكل لفظي وقولي او كتابي او تجمع سلمي واعتمادها حصرا على الخيار والاسلوب الامني البوليسي والمؤزم لمواجهة مطالب الناس المشروعة – انا على يقين ان كل القوى الحقوقية والمجتمعية والسياسية على استعداد للتعاون مع السلطة في وقف هذا الانزلاق والتدهور الخطير اذا شرعت هي بإطلاق حريات الناس في التجمع السلمي والتعبير الحضاري المشروع والمكفول دوليا واذا أوقفت تعاملها مع مطالب ومظالم الناس بصورة أمنية وبوليسية – ولهذا فقد بات على السلطة فتح باب الحوار الجاد مع قوى المجتمع وملامسة قضايا الناس ومطالبهم الحقوقية وتلبية حاجاتهم وبإعادة النظر في اساليبها ومنهجيتها الأمنية والبوليسية حيث انه من السذاجة الاستمرار بالأساليب والممارسات التي بينت عدم فاعليتها – وعندما يحين الوقت الذي تكون السلطة فيه مستعدة لهذه المراجعة في سياستها والتعاطي الإيجابي مع مطالب الناس فإنها ستجد الكثيرون من قوى المجتمع التي ستساهم معها في اخراج البلاد من هذا النفق المظلم والمستقبل الغامض

A photo posted by Nabeel Rajab (@nabeel.rajab) on