مقدمة المسائية | ليس من حقّ أحدٍ أن يتحدّث عن حقوق الإنسان وتقريرِ المصير في المملكة!

تُسْرِع المملكةُ لاقتطافِ الثّمار قبل أوانها.

تظنّ أنّها حسمت حروبَها الدّمويّة، وأركعت خصومَها، وهي لذلك تقول بأنّ على العالم أن يسمعَ صوتَها النّشازَ، ويصمّ الآذانَ ويغطّي العيونَ عمّا يجري في داخلها من خرابٍ واستبداد.

على هذا النّحو، مطلوبٌ من العالم أن يُصفّق للمملكةِ وهي تتحدّث عن حقوق الإنسان، وعن تقريرِ المصيرِ، وإدانةِ القتل.. ولكن فقط حينما يتعلّق الأمر بسوريا.. أمّا كيف هي أحوال حقوق الإنسان في المملكة، وماذا عن سجون المملكة، والفساد والاستبداد في نظام آل سعود.. فليس من حقّ أحدٍ أن يتحدّث فيها، لأنّ مملكةَ النفطِ والتسليح تؤمن بسياسةِ عدم التدخّل في شؤونِ الآخرين، ولا تسمح لأحدٍ بالتدخّل في شؤونها؟!
ولكن ماذا عن تدخّلاتِ الرياض في سوريا والعراق والبحرين واليمن؟ ماذا عن تأجيجها للصراع المذهبي في بغداد؟ وماذا تُسمّى قواتُ درع الجزيرة في البحرين؟ وبأيّ وصفٍ تصفُ الرياضُ سياستها إزاء سوريا؟.. وماذا عن هذا العدوان الأكثر دمويّةً وفتْكاً وبشاعةً الجاري منذ أكثر من أربعة عشر في اليمن.. هل هي نزهةٌ خيريّة أم عمليةُ تحريرٍ يروح ضحّيتها شعبٌ بأكلمه؟!