السعودية / نبأ – رغم سجل المنطقة الدموي، لم يُعرف عن الجيوش العربية خوضها لحروب منذ التوصل إلى اتفاقات سلام أو وقف دائم لإطلاق النار مع إسرائيل بعد حرب 1973، إذا استثنينا بعض المحطات البشعة، مثل غزو العراق للكويت أو الحرب التي استمرت نحو عشر سنوات بين بغداد وطهران، وفقا لتحليل نشرته مجلة "إيكونوميست" على موقعها الالكتروني.
غير أن جميع الجيوش العربية أُجبرت على التخلص من سباتها العميق بعد انتفاضات الربيع العربي عام 2011 والصراعات التي تلتها. ومن الصعب الآن أن تجد من لا يقاتل، واعتبرت المجلة أن حركة انصارالله اليمنية من ضمن قائمة أعدائهم التي تضم تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، وحتى مدنييهم في العديد من الحالات من ضمن هذه القائمة وفقاً للمجلة.
ومع تردد أمريكا وأوروبا مرة أخرى في إرسال قوات برية إلى المنطقة، يعتمد العرب، إلى حد كبير، في استقرارهم على القدرة القتالية لجيوشهم، فهل هم مؤهلون لهذه المهمة؟
وهنا، يرى المقال أنه بالنظر إلى أدائهم في الماضي، فليس هناك ما يدعو للأمل. ذلك أنه خلال العقود السابقة هزمت الجيوش العربية الكبيرة في المواجهة مع إسرائيل، وكانوا أفضل حالا قليلا ضد إيران أو في مغامراتهم إلى البلدان الأفريقية مثل تشاد.
وأما اليوم، فحتى مع الأسلحة الغربية والدعم، فإن أمامهم الكثير من الكفاح لحماية أراضيهم عندما تشتد المعارك.
فأكثر وحدات الجيش العراقي تفككت العام الماضي عندما سيطرت قوات صغيرة من مقاتلي "داعش" على الموصل وأجزاء كبيرة من البلاد، رغم إنفاق أمريكا مليارات الدولارات على التدريب والمعدات. وقد تصدعت الجيوش، سريعا، في اليمن وليبيا.
في حين يكافح جيش لبنان، لوقف تسلل الحرب في سوريا إلى أراضي بلاده عبر الحدود.
ويرى المقال أن مشاكل الجيوش العربية لا تنبع من الحاجة إلى المال أو المعدات، إذ إن دول المنطقة تقوم بتخصيص نسبة ضخمة من الناتج المحلي الإجمالي لإنفاقها على قواتها. وحسب تقدير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، وهو مؤسسة بحثية في لندن، فإن بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمثل 8 من أعلى 15 بلدا الأكثر إنفاقا على الدفاع.
والمشكلة، وفقا للمقال، أن الكثير من هذه الأموال تضيع هدرا. وتنفق المليارات، التي يُتباهى بها، على العتاد البراق، مثل المقاتلات النفاثة أو الغواصات التي تبدو مثيرة للإعجاب ولكنها قد لا تكون مناسبة لأنواع الصراعات التي يخوضونها.
وهذه "الألعاب"، كما وصفها المقال، من الصعب الحفاظ عليها. ذلك أن انتشار السرقة والفساد على نطاق واسع يعني اختفاء الكثير من المعدات أو يتم الاحتفاظ بها في الثكنات (وهذا أحد الأسباب التي مكنت داعش من السيطرة على كثير من مناطق العراق).
هذا في الوقت الذي لا يُهتم فيه كثيرا بالقيادة والسيطرة والدعم اللوجستي وجمع المعلومات الاستخباراتية. كما تفتقر الخطط العسكرية إلى المرونة والالتزام بها. واحترام الأقدمية هو المعيار في المجتمع العربي، لكنه يترك وحدات صغيرة غير قادرة على التحرك بسرعة تنتظر الإذن والموافقة.
ونقطة الضعف أكثر خطورة، وفقا لمقال المجلة، هو أن القوات المسلحة في العالم العربي لا تعمل باعتبارها مؤسسات محايدة ومهنية مثل نظرائها في الغرب، بل إنها غالبا ما تكون أكثر ولاء للحاكم أو مجتمع عرقي أو ديني من الدولة، ومثال ذلك: سورية وليبيا واليمن.
كما إن جنرالات الجيش هم أكبر المؤثرين في الاقتصاد والسياسة في بلدان مثل مصر.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.