السعودية / نبأ – في هذه الصورة أهداف شعب اليمن، أهداف جيشه ولجانه الشعبية، مواقع عسكرية ومدرعات ومروحيات حربية ، فيها ينحصر الرد اليمني على جرائم العدوان.
بالمقابل، في الصورة هذه أهداف قوى العدوان، هذا ما ينجزه النظام السعودي بطائراته أميركية الصنع والأهداف، بيوت الآمنين، الأحياء السكنية، المدن والمرافق الحيوية، نساء وأطفال، وأحياناً عائلات بأكملها تعيد الغارات السعودية الأمل إليها على طريقتها، وآخرها ما تعرضت له هذه العائلة المكونة من ستة أشخاص في منطقة بني الصياح بمديرية رازح.
إلى حرب عبثية تضع في منظار طائراته بيوت الفقراء والمدنيين، يمضي هذه الجندي، ربما همس في داخله ما تبقى من ضمير بما يورطه فيه الكبار، لا يصرح بذلك، إلا أن ساحة المعركة على الأرض تكشف عدم استعداد جنود الجيش السعودي للقتال في هذه المعركة، كما توثق رسالة اللواء الشهراني قبل مقتله، والتي اشتكى فيها فرار جنوده من المعركة مبدئاً بالقول: “لاحظنا ظاهرة غياب الأفراد بأعداد كبيرة عن مهمة الدفاع عن الحدود الجنوبية…”.
في المقلب الآخر رؤوس مرتفعة، وإرادات لم تخفت عزائمها وما خبت جذوة الإستعداد للعطاء فيها.
تحت القصف المتواصل منذ أشهر، يجدد هذا الشعب خروجه إلى شوارع صنعاء، مؤكداً على ثباته وإصراره ورفضه أشكال الخضوع والخنوع أو التراجع، لا يترك الحصار ولا المجازر أي أثر لضعف يمكن أن يرى في وجوه هؤلاء.
صورتان ومشهدان، يشكلان أحد أوجه هذه الحرب ومفارقاتها، يبرز العدوان بكل ما عليه من قيم مغيبة إلى مظلوم ينتصر بأخلاقيات أصالته المتجذرة في هذه الأرض، وبين المشهدان سنن للتاريخ لا تبدل.