السعودية / نبأ – لا تكفّ المملكة عن السّخريّة، وفي الأوقات الحرجة التي لا يُسمحُ فيها لإطلاق النّكات.
وزارة التعليم في المملكة السعوديّة أعلنت عن خطواتٍ قالت إنها تهدف إلى تضييق الخناق على الفكر المتشدّد، أو ما تفضّل الرياض توصيفه بالفكر الضّال.
الفكرُ الضّالُ، عبارةٌ تعني في الأدبيات الرسميّة السعوديّة؛ الفكرُ التي تتبنّاه الجماعات المتشدّدة، وخاصة القاعدة وداعش. إلا أنّ هذه العبارةُ لا تخفي الحقيقة السّاطعةَ مثل الشّمس، من أنّ هذا الفكرَ لا يختلف قيْد حرْفٍ عما هو معتمد رسميّاً في المدارس والجامعات الرسميّة في المملكة.
بالعودةِ إلى ما أعلنت عنه وزارة التعليم، فإنها الوزارة قالت بأنها بصدد تأسيس ما سمّته لجاناً للأمن الفكري، وإعدادِ برامج تربوية يُراد لها أن تجوب خمسة وثلاثين مدرسة في المملكة لوقاية الطلاّب من الأفكار والتنظيمات الإرهابيّة.
يتقدّم المديرُ العام للتعليم بمنطقة حائل، يوسف الثويني، خطوةً أخرى، ويصرّح بأهميّة تشجيع الحوار البنّاء، والتأكيد على الاعتدال والوسطيّة في مناقشة الأفكار المتباينة.
في الشّكلِ، يبدو موقف وزارة التعليم تقدّميّاً، واعترافاً ضمنيّاً بتغلغل الفكر المتطرف في نسيج شرائح واسعة من المجتمع المحلّي. إلا أنّ السؤال الذي لا يجرؤ المسؤولون في المملكة على مواجهته هو: من أين ينبع هذا الفكر الضّال؟
المفارقةُ التي تفتحُ فرصاً واسعةً للسخرية من تصريحات المسؤوليين، هو أنّ مناهج التعليم المعتمدة في المملكةِ تمثّل أهم روافد التحريض على التطرف والتكفير، كما أن المنابر الدّينيّة التي يُباركها النّظام تتولّى، منذ القديم، مهمّة شحْن العقول بكلّ ما ينسف التسامح والحوار البنّاء الذي يريد الثويني تربية الطلاّب عليه.
وإذا فاقد الشيء لا يُعطيه، فإنّ متابعين يؤكدون بأنّ المملكة لا يمكن أن تُقنع أحداً بخطابها الجديد في ظلّ غضّ الطرف عن الاستجابة لمطالب النشطاء وأهالي شهداء القديح وحيّ العنود بإصلاح مناهج التعليم، والتي يؤكد الباحث السياسي فؤاد إبراهيم بأنها مشحونة بجرعات التكفير لأغلبية المواطنين. والأمثلة في ذلك كثيرة…