إيران / متابعات – جدد علي لاريجاني رئيس مجلس الشوري الإسلامي التأكيد على أن الحل الأمثل للازمة السورية هو احترام إرادة الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه، مشيرا إلي أنه ليس بوسع بعض الدول التي لا تتمتع بالديمقراطية، أن تفرض الحلول على شعب سوريا، كما صرح بأن القيادة السعودية "تقود تحركاً إقليمياً ضد محور المقاومة"، داعيا بعض دول الخليج إلى أن تتعاون لمصالحها لا أن تعمل لمصالح الدول الكبرى، و معتبرا الإتهامات البحرينية لطهران، تثير السخرية.
جاء ذلك خلال حوار خاص أجرته قناة "الميادين" مع لاريجاني على هامش زيارته لنيويورك، بثته امس عند الساعة 23:30 بتوقيت القدس الشريف. ورأى لاريجاني أن القيادة السعودية "تقود تحركاً إقليمياً ضد محور المقاومة"، وتناول ما تثيره بعض دول الخليج من جملة من القضايا التي تبدأ من إتهامات البحرين لإيران بتهريب أسلحة، وتمر باتهام حزب الله إعلامياً بالوقوف وراء مستودع سلاح العبدلي الكويتي، وصولاً إلى إثارة الكويت و السعودية الخلاف حول تطوير حقل الدرة.
وقال لاريجاني "أعتقد أن الأخوة في السعودية إرتكبوا خطأ. وعندما دعموا صدام خلال الحرب أيضاً .. أذكر أن أحد المسؤولين السعوديين قال لي إننا أخطأنا عندما قدمنا 40 مليار دولار كمساعدات في تلك الحرب" . كما اعتبر أن السعوديين عندما يقدمون مساعدات في الحروب التي "يشنونها في منطقتنا .. يرتكبون خطأ آخر".
وقال رئيس مجلس الشورى إن ايران الاسلامية تقدم الدعم للعراق وشعبه "لكن بعض دول المنطقة بما فيها السعودية، لم تكن راضية كثيراً حيال ذلك، وخلقوا مشاكل للعراق".
وعبّر لاريجاني عن رغبة إيران الاسلامية في أن تكون دول المنطقة "متحدة" و "أن تساعد بعضها بعضاً و تساعد الدول الإسلامية"، معرجاً على إتهامات النظام الخليفي الحاكم في البحرين لطهران التي قال عنها إنها "مزاعم تثير السخرية".
وفيما يتعلق بحقل الدرة أو حقل آرش، لفت رئيس السلطة التشريعية إلى أن هناك مفاوضات تجري منذ زمن مع حكومة الكويت في هذا المجال، وقال: "نحن دائماً دعونا إلى التفاوض و التباحث بهذا الشأن ، وهذه الخلافات الحدودية قائمة فيما بين دول المنطقة".
وحول المزاعم ضد حزب الله لبنان قال لاريجاني إنها "تأتي من الحقد الذي يُكن ضد هذا الحزب. ولا أعتقد أن المزاعم تدل على عقلانية وحكمة".
وانتقد لاريجاني معارضة السعودية مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 3 و قال إن كل التحركات الإقليمية و الدولية التي تتم لا تتجه نحو التوصل الى حل معقول في سوريا، وأن الشعب السوري فقط، هو من يحدد مصيره وأعتقد أن بعض الدول تخطىء عندما تقوم في غرف مغلقة بالبحث عن حلول للأزمة في سوريا و اتخاذ قرار بهذا الشأن بالنيابة عن الشعب السوري ، الذي يتحلى بالوعي و اليقظة وخاض نضالا و صمد بوجه «إسرائيل» علي مدي سنوات طويلة.
وتعليقا علي الحرب ضد تنظيم “داعش” الارهابي، بقيادة الولايات المتحدة قال لاريجاني إن خطاب الدول الاقليمية ليس موحدا بهذا الاتجاه وهي تتكبد اضرارا اكبر من الارهاب ، و عاجلا ام اجلا، فإن الارهاب سيضربها، اما التصور بأنه يمكن التعاطي تكتيكيا مع هذا الأمر فانه يعتبر خطأ استراتيجيا، فالارهاب لا يمكن استخدامه كأداة أو التعاطي معه كأمر تكتيكي.
وأضاف رئيس مجلس الشوري إن ما نلحظه هو أنه لا ارادة قوية للتحرك العملي لتحالف الدول الكبري للقيام بحرب حقيقية ضد هذا التنظيم الارهابي، و قد تكون لدي هذه الدول أهداف تكتيكية لإحتلال دول المنطقة.
وحول الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه بين إيران الاسلامية والدول الست الكبري قال لاريجاني إن هذا الاتفاق فتح المجالات أمام إيران وشكل نظرة أكثر وضوحا لحل العديد من القضايا التي تشهدها المنطقة والعالم. واوضح لاريجاني أن بنود الاتفاق مرتبطة ببعضها البعض، لافتا إلي أنه سيواجه مشكلة حقيقية إذا حاول الكونغرس الأمريكي عرقلة تنفيذه. ومن المحتمل حينها أن يمضي الأوروبيون به دون الولايات المتحدة، وعندها ستكون هناك حاجة لمفاوضات أخرى.
وقال لاريجاني إن إيران الاسلامية تدعو دائما إلي إقامة علاقات ودية بين دول المنطقة وقد قدمنا الدعم للشعب العراقي لكن بعض دول المنطقة بما في ذلك السعودية لم تكن راضية كثيرا حيال ذلك وخلقوا مشاكل داخل العراق لافتا إلي أن مزاعم الحكومة البحرينية بأن ايران هي المسؤولة عن تفجير البحرين هي مزاعم تثير السخرية، مؤكدا ان من يتدخل هو الذي أرسل الدبابات الي البحرين، وليس إيران.