الإمارات / نبأ – من الممكن اكتشافِ جانبٍ من السّلوك الإماراتيّ الجديد بالانتقالِ غرباً، وتحديداً ناحية السفارة الإماراتيّة في واشنطن، التي يديرها السفير يوسف العتيبة، المستشار السابق لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
العتيبة يتحرّك من خلال دافعين ثابتين، الأول كرهه لجماعة الإخوان المسلمين، والثاني شعوره العدواني الدّفين تجاه إيران.
شعوران يُلخّص الوشاحَ الذي تلبسه الإمارات وهي تمارس تدخّلاً عسكريّاً مشوباً بالتوحّش والعدوانيّة في اليمن والبحرين، وفي أمكنةٍ أخرى.
قبل عامٍ، وفي اجتماعٍ خاص بغرفةٍ المؤتمرات في منبى وزارة الدفاع الأمريكيّة، قال العتبة بأنّ نهج عدم التدخّل العسكري شجّع على نشوء داعش والجماعات المتطرفة. موقفٌ سيكرّره العتبة دائماً في لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين، من غير أن يتردّد في التأكيد على أن بلاده على استعدادٍ للمشاركة في التدخل العسكري في أيّ حربٍ تراها واشنطن ضرورية.
موقع الهافنغتون بوست نشر تقريراً سلّط فيه الضوء على السفير الإماراتي الذي عيّن في واشنطن العام ألفين وثمانية، وبدأ يبزغ نجمه في الحياة السياسيّة الخارجيّة، وعلى نحو أضحت فيه أبوظبي في صدارة المشهد الإقليمي، في ظل تراجع الدور المصري والسعودي.
من غير المستبعد أن يكون نجاح العتبة في توطيد العلاقات الإماراتيّة الأمريكيّة؛ مهّد للظهور السّريع لأبوظبي في السياسة الخارجيّة، وقد كان الدور الإماراتي في العمليات العسكريّة ضد داعش، مفتاحاً للقبول الأمريكي، حيث أجرى الطيّارون الإماراتيون طلعات جوية ضد داعش بما يفوق الطلعات التي أجرتها أية دولة أخرى ضمن التحالف الأمريكي.
تجهّزت الإمارات كثيراً في التصدي لدورٍ يُراد لها في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، ومن غير المستبعد أنّها تشعر باندفاع كبير للوصول إلى اللحظة التي تشعر فيها بأنّها تهيمن على محاور الملفات الساخنة في المنطقة.
إلا أنّ ناطحات السّحاب التي تلبّد سماء الدولة الغنية قد تحجب عنها رؤية الخسائر غير المحتملة التي ستتكبّدها، وليس خسائر صافر بمأرب إلا البداية.