السعودية/ نبأ- يبدو أن مشاريع التوسعة المتتالية للحرم المكي من قبل أمراء وملوك آل سعود المتعاقبين، لم تقض على المعالم الأثرية لهذه البقعة المقدسة فحسب، ها هي اليوم رافعات هذه المشاريع تزهق أرواح المصلين والمعتمرين، بعد أن دمرت من قبل تراثاً غائراً في التاريخ حافظ عليه المسلمون منذ عهد رسول الله.
مشاريع يتسابق عليها الملوك في كل وقت يعتلي فيه أحدهم العرش، ليس خدمة لمدينة مكة المكرمة وحرمها، إنما لحجز أسمائهم في سجل التباهي بدور تاريخي يزايد فيه السلف على الخلف.
إستراتيجية قرر سلمان بن عبدالعزيز الأخذ بها مبكراً مدشناً الخطة الثالثة لتوسعة الحرم المكي، ومتقاسماً هذا الدور مع نجله الأمير الشاب المتحضر لاعتلاء العرش. لكن الأخير يظهر كما لو أنه يعاني معاكسة الحظ لسبله التي يسلكها نحو صناعة إسم بطولي قبيل تربعه على سدة الحكم في المملكة، فإلى جانب إخفاقات الحرب في اليمن، تلوث حادثة رافعة الحرم إسم محمد بن سلمان بعد الشكوك والشائعات التي تحوم حول ملكية شركة نسما المملوكة لبن سلمان للرافعة العملاقة التي سقطت في الحرم المكي موقعة عشرات الوفيات والإصابات.
بالعودة إلى ما قبل حادثة الرافعة بأسابيع، كان المغرد الشهير مجتهد أشار في بعض تغريداته إلى أن معدات شركة بن لادن أصبحت تابعة لشركة نسما المملوكة للأمير الشاب، والأخيرة بدورها إستحوذت على مشاريع التوسعة كافة في الحرمين المدني والمكي.
بعد الحادثة تتحدث رئاسة شؤون الحرم عن تحقيق فتحته بالتعاون مع السلطات المختصة. تحقيق ليس متعوقاً أن يخرج عن سياق اللفلفة والتكتم على الجهات المسؤولة حقاً عن حادثة الرافعة، كما هو حال باقي ملفات الفساد في المملكة خاصة منها تلك التي تطال أفراد العائلة المالكة.