السعودية / نبأ – إذا لم تكن هذه لحظة توظيف علماء البلاط، ووعاظ السلطان، فمتى تكون؟ ليس ثمة من غرابة في أن تستنفر منابر رجال الدين لدى النظام السعودي، في حفلة من التبرير لكارثة منى والتغطية على أية مسؤولية يتحملها من يدير مواسم فريضة الحج.
إمام الحرم المكي صالح بن محمد آل طالب، كان أول المتصدين لأي انتقاد أو مساءلة توجه من أبناء الأمة الإسلامية لأولياء النعمة من أمراء قصور النظام السعودي، متكفلاً بإلباس هذه الإنتقادات ثوب الطائفية والمذهبية.
أما مفتي القصور فكان أكثر سخاء مع أمراء آل سعود. جاء عبدالعزيز آل الشيخ إلى ولي العهد محمد بن نايف، حاملاً إليه كل ما يلزم من فتاوى ولعب بآيات الله وأحكامه، ليقدمها غب الطلب.
يحيك آل الشيخ الدين على مقياس الأسياد في هذه القصور. إرضاء لولي العهد يحل مفتي المملكة النظام من المسؤولية عن حادثة منى مخاطباً المنتقدين بحضرة بن نايف بالقول: موتوا بغيظكم.
يستفيض المفتي بين يدي الأمير، بقدر الأجر المقبوض، عازياً سبب مقتل وجرح مئات الحجاج في منى إلى القضاء والقدر وعدم قدرة السلطات على مشاركة الله في علم الغيب.
لم يكتف عبدالعزيز آل الشيخ بهذا القدر، بل جعل من آل سعود طائفة مختارة من عندالله، قائلاً: إن الله اختار من مخلوقاته من شاء وفضل بعضها على بعض وإن الله اختاركم لبلاد الحرمين الشريفين وهذا من كمال علم الله.
يبدو أن آل الشيخ تناسى أن خدمة الحرم المكي كانت من ما تباهت به قريش أيام كان رسول الله ممنوع من دخول مكة، حتى أنزل الله تعالى: “أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين”.