اليمن / نبأ – فنّد الجيش اليمني واللجان الشعبية مزاعم التحالف السعودي أن قواته سيطرت على باب المندب، وتصدت القوات اليمنية لمحاولات التقدم هذه على الرغم من الغطاء الجوي الكثيف الذي وفرته طائرات التحالف من خلال عشرات الغارات.
وأكدت وزارة الدفاع اليمنية أنّ الجيش اليمني مدعوماً باللجان الشعبية استهدفوا بوارج حربية حاولت التقدم نحو باب المندب، المضيق الذي تمر عبره ثلث التجارة العالمية.
وأعلن الجيش اليمني واللجان الشعبية تدمير سبع آليات واستهداف البوارج التي حاولت التقدم نحو باب المندب خلال التصدي لمحاولة فتح جبهة جديدة قامت به قوات منصور هادي مسنودة بغطاء بحري وجوي من قوات التحالف السعودي، فيما قام الجيش و اللجان بارسال تعزيزات عسكرية من تعز باتجاه منطقة المخا.
وأطلق الناطق بإسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام تحذيرا الى المجتمع الدولي من الخداع والتضليل السعودي حيث اتهم الرياض بالسعي إلى جر الصراع نحو مضيق باب المندب وافتعال معركة غير مبررة.
بموازاة ذلك، وجّه رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة حول التطورات العسكرية وهجوم قوات التحالف السعودي على باب المندب.
وحمّل الحوثي دول التحالف ومن وصفهم بعملائها "مسؤولية ما قد يترتب على هذا التصعيد الخطر وغير المسؤول من عواقب وتهديد لأمن وسلامة الملاحة الدولية".
ودعا الحوثي المجتمع الدولي إلى تحمّل مسئوولياته والعمل على وقف الحرب على اليمن وما تتعرض له من تدمير لمقدراتها وبنْيتها وإلى رفع الحصار.
وتسلم الجيش اليمني واللجان الشعبية حماية مضيق باب المندب الإستراتيجي المطل على البحر الأحمر من اللواء 17، المكلف من قبل وزارة الدفاع اليمنية بحماية المضيق، في ابريل / نيسان هذا العام.
وتسعى السعودية وحلفاءها إلى عرقلة حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، لإثارة قلق الدول المستفيدة منه من الثورة اليمنية، ووضع الجيش اليمني واللجان الشعبية وحركة انصار الله أمام مسؤولية عرقلة حركة الملاحة، في محاولة للتغطية على مساعيها القديمة لفرض سيطرتها على المضيق.
و ادى كسْر الهجوم الأول على المنطقة منذ أشهر، الى وأد محاولة العدوان كسب ورقة ضغط ميدانية مهمة خلال المفاوضات الجارية في العاصمة العُمانية مسقط لمواجهة الارتياح العسكري الذي يبديه وفد صنعاء بعد التقدم الكبير على جبهات مأرب و تعز و الحدود، في وقت حذرت فيه "أنصار الله" السعودية من ارتكاب "الحماقات" في باب المندب، ومن تهديد سلامة الملاحة الدولية.
وقبل أيام، كان رئيس الاركان السابق للجيش "الاسرائيلي" بني غانتس قد صرّح بأنه "قلق من باب المندب والطرق البحرية الأخرى"، أكثر من قلقه من الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة.
ويشكل المضيق "هبة الحياة" بالنسبة لقناة السويس التي تدر على مصر ما يزيد على 5 مليارات دولار سنويا، خاصة وأن أكثر من 98% من السفن التي تدخل قناة السويس المصرية تمر عبر مضيق باب المندب.
وتقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن إغلاق مضيق باب المندب سيحول دون وصول ناقلات النفط من الدول الخليجية إلى قناة السويس وخط "سوميد" لنقل النفط من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، وستضطر تلك الناقلات إلى الإبحار جنوبا إلى رأس الرجاء الصالح للوصول إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية، ما سيزيد أضعافا من تكاليف النقل.
ولن يقتصر تأثير إغلاق المضيق على سوق النفط، فرغم الأهمية القصوى لتجارة النفط عبر المضيق، إلا أنها لا تمثل سوى 16% من إجمالي البضائع التي تمر خلاله وفقا لإحصائيات صادرة عن هيئة قناة السويس المصرية.