سوريا / نبأ – أوضح الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" أن الغارات الجوية التي بدأت روسيا تنفيذها في سوريا اعتبارا من الأربعاء الماضي، "ساهمت في تعزيز قوة تنظيم داعش".
جاء ذلك في إجابته على أسئلة الصحفيين خلال مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض، يوم أمس الجمعة، على خلفية إستقالة وزير التعليم الأمريكي "أرني دونكان".
وأشار "أوباما" إلى أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لا يفرّق بين داعش وعناصر المعارضة المعتدلة التي تقاتل لإجبار رئيس النظام السوري "بشار الأسد" على الرحيل، بحسب قوله.
وحمّل "أوباما" مسؤولية بقاء الأسد في السلطة حتى الآن، لكل من روسيا وإيران، مضيفاً أن "ما تقوم به روسيا الآن يختلف عما قمنا به نحن سابقاً، فهي تدعم نظاماً لا يرغب فيه معظم الشعب السوري".
وبيّن أن "روسيا ستقع في مستنقع سوريا، بسبب سعيها لإيجاد حل عسكري يضمن دعم الأسد، وبقائه في السلطة"، مؤكداً أنه "من المستحيل إقناع الشعب مجددا بأن الأسد لازال قائدا".
وفي الوقت ذاته أبدى الرئيس الأمريكي، استعداده الكامل للتشاور مع كافة الأطراف المعنية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، على حد تعبيره.
وأشار أوباما إلى أن هناك حاجة ماسة إلى "معارضة معتدلة في حال حدوث مرحلة انتقال سياسي للسلطة في سوريا"، مجددا تأكيده على أن الغارات الروسية لم تخدم سوى تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتابع قائلاً " بخصوص دعم جماعات المعارضة في سوريا، قلت سابقاً إن الولايات المتحدة لن تفرض حلاً عسكرياً، لأن النظام السوري سيقع في نهاية المطاف، وفي هذا الإطار فإن بقائنا على علاقة مع المعارضة المعتدلة سيعود بالفائدة علينا، فعند سقوط الأسد سنحتاج إلى من يجمع الأجزاء المشتتة في سوريا".
واعتبر أوباما أن "دعم بوتين لسوريا نابع من ضعف وليس قوة، وهو أرسل طائراته وطياريه إلى سوريا لعدم كفاية الدعم بالسلاح والنقود"، مؤكداً مواصلتهم مكافحة داعش، كما شدد رفضه لنظرية روسيا المتعلقة بوصف كل معارضي الأسد على أنهم إرهابيين.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت الأربعاء الماضي، أن طيرانها قام بأولى ضرباته في سوريا، وقالت إن الغارات دمرت "تجهيزات عسكرية" و"مخازن للأسلحة والذخيرة" لـ"داعش".
هذا في الوقت الذي تصر فيه الولايات المتحدة وعدد من حلفائها، على أن الضربات الجوية الروسية استهدفت مجاميع مناهضة للأسد، ولا تتبع داعش.
وتواجه روسيا مع بدء عمليات الدعم الجوي الروسي للجيش العربي السوري، حملة إعلامية كبيرة من أجل وضع صورة الأحداث الجارية في سوريا بما يتناسب مع الأهداف والأجندات السياسية لتلك الدول التي افتعلت أزمات منطقة الشرق الأوسط.
وجاءت تصريحات من قبل تركيا والسعودية والرئيس الفرنسي هولاند حيث قال أن الأهداف الروسية لم تكن ضد داعش والضربات الروسية يجب أن تستهدف داعش دون سواه، محاولاً أن يغطي على التنظيمات الإرهابية المسلحة الأخرى التي تتواجد في المناطق التي ضربها سلاح الجو الروسي والسوري، والتي كانت فرنسا وغيرها من الدول الغربية وحلفائهم يقولون عنها بأنها المعارضة المعتدلة.
وهنا جاء الرد الروسي مباشرة على لسان الرئيس بوتين، الذي قال في تصريح له بهذا الخصوص، إن روسيا مستعدة لهذ الحملة الإعلامية ولهذا التضليل وهو بالأصل لايشكل شيء، ونحن جاهزون للتعامل مع هذا التضليل الذي لن يؤثر بشيء، ولن نتركه دون رد أو اهتمام.
(الأناضول، نبأ)