تتقاطرُ القذائفُ على المدنيين في اليمن، ويصمتُ الرأي العالمي المليء بالسّبات.
يتزّلُ الموتُ المُحلَّى بالمجازرِ فوق رؤوس الأطفالِ والنّساء، فيتحرُّك بقيّةُ الضّميرِ الأممي للحديثِ عن المفاوضات.
يشتعلُ الخزيّ أكثر.. ويصبّ العدوانُ الجرائمَ الصّافية في اليمن.. فيتوالى مثقفو الحريرِ والقصائدِ الحداثيّة لإنتاجِ الخنوعِ وابتكار الوسائل الجديدةِ في تبريرِ الارتزاق بالصّمتِ.
أمّا اليمنيّون.. فردُّهم واضحٌ وضوحَ الأهدافِ التي يخرجُ منها الموتُ والدّمار.. وأهلُها ومثقفوها يعرفون كيف يقولون كلمةَ الحقِّ بلا ريبةٍ ولا تردُّدٍ ولا خوْف من قطْع الدّولارات النفطيّة.
ومع اقترابِ عاشوراء.. يُعادُ التذكيرُ بالتكفيريين الذين يقودون شعلةَ الحرب الطائفيّة في المملكة..
التكفيريون الذين تسرّبوا من الدالوة من العام الماضي.. ثم أخذوا يطوفون بالتفجيرات على مساجد القُديح وحيّ العنود.. فيما كانت السّلطاتُ تمرحُ في معاركها الطائفيّة.. وتؤجّج، دون توريةٍ، في نارِها.
تلاقى التفكيريون في الداخلِ والخارج على إرادةِ الفتنةِ وإحراق الوطن وملاحقةِ الضمائر.. إلا أن المواطنين تلاقوا أكثر على تحدّي التكفير والتطاولِ على العقائد.. وهم اليوم يعلنون بحضورهم الحاشد في مواسمهم الدينية بأنّ الوطن للجميع.. وحريةُ المعتقد حقّ مكفولٌ.. شاءَ التكفيريون أم أبوا.. مؤكدين بأنّ دماءَ حماةِ المساجد والمآتم فتحت طريقاً لن تُوقفه لا المدرّعاتُ ولا الفتاوى التكفيريةُ ولا أحكامُ الإعدام والتصفياتُ في الشوارع…