الآن.. بات الطريقُ سالكاً أمام كلّ من يريد ارتكاب أيّ عملٍ إرهابي.. فليس عليه سوى أن يحملَ السلاحَ ويسفكَ دماء منْ يشاء.. فالسلطات السعودية عبر وسائل إعلامها التي تنطقُ عن الهوى؛ أوجدت للمهووسين بالسْفكِ والذّبحِ؛ مخرجا ينقذه حتى من سيفِ الإعدام. إنه وبكلّ بساطة، الاختلال العقلي.
هكذا وصف الإعلام السعودي منفّذَ الاعتداء الارهابي على الأهالي الآمنين في مدينة سيهات مساء أمس الجمعة.
تبريرٌ يريدُ منه المسؤولون الحقيقيّون عن الجريمةِ عدمَ تعقيد الأمورِ كثيراً، وعدمَ الذّهابِ بعيداً في التحقيقِ والتّنقيبِ عن الجريمة غير الجديدة.
فلم يعد التحريضُ المذهبي، ونشر الكراهية الدّينيّة بين المواطنين وفي الحياة العامة، وداخل سيّارات الأجرة.. لم يعد هذا هو المرضُ الذي جعلَ أعداداً كبيرةً من القاطنين في المملكة يُعانون من الاختلال الإرهابي..
اختلالٌ، ويا للعجب، لا يُصيبُ إلا أولئك الذين يتخرّجون من مدارس بلاد الحرمين الشريفين، لتكون المناصحة على أيدي جنود محمد بن نايف هي الدّواء المفضّل لديهم. أمّا السّيفُ وأحكام الإعدام والسجون المظلمة فمنْ نصيب أولئك الذين خرجوا في مسيراتٍ سلميّة طالبت بأبسط حقوق الحريّة والعدالة..