أقْدَمُ رئيسِ وزراءِ في العالم.. وأشدُّ شيوخِ الخليفيين فتْكاً للأرواحِ: يحلّ المملكةَ ويستقبله الرّجلُ الذي تخرجُ من أصابعه أحكامُ الموتِ على الشّيخ نمر النّمر وبقية الفتية الذين آمنوا بالحقوقِ وما بدّلوا تبديلا.
زيارةٌ تفوحُ منها ذاتُ الرّائحةِ التي عمّت سماءَ دوّار اللؤلؤةِ في البحرين حينما علت فوقها أدخنةُ النّار التي أجّجتها قوّاتُ درع الجزيرة التي عبرت الجسرَ إلى البحرين بصُحبةِ الموت الذي لازال يُخيّم فيها منذ قرابة الخمس سنوات.
حلّ خليفة بن سلمان آل خليفة السّعوديّة وغادرها.. وفي اليومِ ذاته الذي تُصادِق فيه المحاكمُ السّعوديّة على حكم إعدام الشّيخ النمر.. أهي مصادَفةٌ أم لا! هذا لا يهمّ.. إلا أنّ الزّيارةَ وروائحَها التي حملت ألوانَ الإعدام؛ تُخبرنا أنّ ثمّة شرّاً مستطيراً حُمِلَ من جزيرةِ التعذيبِ إلى مملكةِ القمع والإعدامات.. وحينما يلتقي هذان الشّرّان؛ فإنّ على الجميعِ أن يضعَ يدَه على قلبِه، ويُمْسِكَ كلَّ قواه بانتظارِ نهايةِ المشهدِ الأسودِ الذي يتنقّلُ بالدّماء عبر جسر السّعودية والبحرين..