لا تنقص عواصف أزمات السياسة والاقتصاد والسلاح حتى جاءت عاصفة تشابالا ليكتمل قوس الأزمات في بلد بات مفتوحاً على مفاجئات بحجم عواصف..
اختار أهل الحكم في بلادنا قواعد اشتباك جديدة، وصار اللعب مع الكبار عالمكشوف، ودخلوا في المحظور، ظنّاً منهم أن الخروج منه سريعاً ومتوّجاً بالنصر..
لا حدود في الحرب، والانفعال سيد القرار، فكما في العدوان على اليمن، حيث اختار أهل الحكم في المملكة السعودية قيادة تحالف لإعادة اليمن الى بيت الطاعة السعودي، وبعد مرور ثمانية شهور لا تزال آلهة النهار تأكل نفسها ولم تفت من عضد المدافعين عن أرضهم وكرامتهم..
أغلقت موسكو الباب في وجه المراهنين على تغيير موقفها من الأزمة السورية فعادت الرياض الى أسلحتها القديمة الجديدة، ودخلت الى السوق الأوروبية لإخراج المنافس الروسي أو كسره..وكما فعلت في الحرب النفطية حيث تكبّدت الخسارة الأكبر من التلاعب في معادلة العرض والطلب، عادت مجدّداً للعبة إغراق الأسواق الأوروبية بكميات كبيرة من النفط الرخيص..أما الداخل فله انتظار سيف الغلاء في كل شيء حتى الوقود..
وفي البحرين لا تزال العائلة المالكة تدفن رأسها في عباءة سيدها فيما تشغل نفسها بحياكة أساطير الخلايا الإرهابية على وقع خلاف الشقيقة الكبرى مع جارتها الشرقية. أدلة أمن الدولة ليست أكثر من شعار الحرية في حنجرة المدجّجين حتى الأسنان بسلميتهم طيلة سنوات..ولكن نظام أدمن القمع لا يؤمن من الكذب..