اليمن/ نبأ- في الوقت الذي اختار رجل الدّين السعودي المتشدّد محمد العريفيّ أن ينظر إلى اعصار تشابالا على أنّه “عذاب إلهيّ” ضدّ “الحوثيين”، فإنّ الرّجل الذي عُرِف بخُطبه التكفيريّة، ودعمه للجماعات المسلحة في العراق وسوريا، لم “يُبادر” إلى إطلاق “المبادرات” الإنسانيّة لإنقاذ ضحايا الأعاصير الذي تكشف التقارير المتخصصة بأنّها تضرب مناطق، في الغالب، لا علاقة لها بأنصار الله، أو بعمليات القتال الجارية ضدّ العدوان السعوديّ.
وقد ضرب إعصار جديد اليوم الأحد، 8 نوفمبر، جزيرة سقطرى اليمنية بعد أيام من إعصار مماثل، ما دفع يمنيون “مسؤولون” إلى إطلاق “مناشدة عاجلة” لإغاثة السكان.
وضرب الإعصار “ميغ”، مصحوبا برياح قوية وأمطار وسيول، جزيرة سقطرى التي لا تزال تعاني من أضرار الإعصار “تشابالا” الذي ضربها نهاية الأسبوع الماضي، في ظواهر نادرا ما تشهدها البلاد.
وأطلق وزير الثروة السمكية اليمني (التابع للحكومة الموالية للسعودية) فهد سليم كفاين، المتحدر من سقطرى، “مناشدة عاجلة”، لإغاثة سكان الجزيرة.
وتقع سقطرى في شمال غرب المحيط الهندي على مسافة 250 كلم من منطقة القرن الإفريقي و350 كلم من اليمن، ويبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة، معظمهم من الصيادين.
وكانت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للطقس التابعة للأمم المتحدة، كلير نوليس، قالت الجمعة الماضية إن “ميغ” لن يكون بقوة “تشابالا” الذي أودى بثمانية أشخاص عندما ضرب سواحل جنوب شرق اليمن مطلع هذا الأسبوع.
إلا أن الناشط الإغاثي المقيم في سقطرى عبد الرؤوف الجحيملي قال لوكالة فرانس برس إن “هذا الإعصار أقوى من تشابالا”. وأوضح أن السكان الذين عادوا إلى منازلهم القريبة من الشاطىء، والتي تضررت بفعل تشابالا، اضطروا للنزوح مجددا اليوم الأحد إلى مناطق مرتفعة مع بدء الفيضانات في الجزيرة.
وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة الجمعة أن تشابالا الذي ضرب السواحل اليمنية الثلاثاء الماضي أدى إلى نزوح 44 ألف شخص، وتسبب بفيضانات وسيول وانجرافات للتربة. وبحسب المتحدث باسم المكتب ينس لاركي، تسبّب الإعصار بإجلاء 18 ألف شخص وتدمير 237 منزلا، من دون أن يتسبب في سقوط قتلى.