السعودية / نبأ – توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والوفد المرافق له، الى لقاء قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي فور وصوله اليوم الاثنين الى مطار مهراباد الدولي بالعاصمة طهران، وذلك في اجراء غير مسبوق، وهي المرة الاولى التي يتوجه زعيم دولة أجنبية، الى لقاء القائد مباشرة من المطار، واضعا الاعراف الدبلوماسية جانبا.
وتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الي لقاء الامام الخامنئي فور وصوله المطار، اجراء لم يسبق له نظير والاول من نوعه الذي قام به الرئيس الروسي بعيدا عن التشريفات الدبلوماسية. ويضاعف هذا الاجراء أهمية بالغة خاصة أنه جاء من قبل رئيس دولة كروسيا التي تضطلع بدور هام واستراتيجي في التطورات الاقليمية والدولية.
وتاتي زيارة الرئيس بوتين إلى طهران اليوم وهي الاولى له منذ ثماني سنوات، ولقائه اللافت مع الخامنئي تزامناً مع تصاعد العملية الروسية في سوريا، ودخولها المرحلة الثانية، التي سيتم فيها استخدام القاذفات الجوية الاستراتيجية.
وتكمن أهمية هذه الزيارة في لقاء بوتين مع القائد الخامنئي الذي يرى المراقبون ان الطرفين سيفتحان خلاله ملفات سياسية، أولها الأزمات في المنطقة والتعاون بين البلدين بحثاً عن علاقات تحكمها الاستراتيجيا لا التكتيك. وقد يدخل خط روسيا – طهران مدار سرعة أكبر، وقد تعيد ملفات البحث هنا رسم معالم المحور الإيراني الروسي في المنطقة، والتي يتداخل فيها ما هو جيوساسي مع العسكري والاقتصادي.
وعلى الرغم من الرئيس بوتين سيلتقي الرئيس حسن روحاني، لكن الأعين كلها متجهة إلى لقائه الامام الخامنئي، ولاشك ان الملف السوري و موضوع الإرهاب سيكونان على رأس الأجندة دون أن يغيب عنه الموقف الإيراني الداعم استراتيجيا للرئيس السوري بشار الاسد والذي ترى فيه خطا أحمر، وهو ما لا يختلف عنه موقف، لأن سقوط سوريا بالمعنى الروسي هو تراجع نفوذ موسكو، واتساع رقعة الهيمنة الأميركية، الأمر الذي تختلف فيه طهران وموسكو ايضا وبالتالي، فان زيارة بوتين ستفسح المجال لفتح التعاون العسكري على مستويات عليا بتفعيل اتفاقيات التعاون الدفاعي.
وقد تحتاج ملفات السياسة، ورسم جيوبولتيكا المنطقة، لفك نقاط اشتباك إيرانية روسية رأسها النفط والغاز والعلاقات ما بعد رفع العقوبات وهنا قد يبحث البلدان إيجاد مشاريع مشتركة روسية إيرانية، وجعلها معبراً للطاقة بدل خلق جبهة تنافس على أرض الدول المستهلكة، ومن هنا ربما ترسم الزيارة معالم تحالف يرتقي إلى المستوى الاستراتيجي، كما انها قد لا تخلو من رسالة استفزاز لمن لا يرتاح لسياسة البلدين.
وفي هذا الاطار، أعرب معهد "بروكينغز الأمريكي للأبحاث" عن إعتقاده بأن إيران الاسلامية وروسيا ستهزان العالم إذا غفلت عنهما أمريكا ولم تسارع لوقف تقدمهما، مشيراً في تقرير بقلم الخبير بشؤون الشرق الأوسط "سيرجئي الكساشنكو"، إلى ان طهران وموسكو في طريقهما لتشكيل حلف استراتيجي قد يغيّر المعادلات الدولية في المستقبل.