السعودية / نبأ – أكد عدد من المراقبين والمحللين السياسيين أن السعودية لعبت دوراً رئيسياً في تهيئة الأرضية لتنفيذ هجمات باريس مؤخراً من خلال تمويل العديد من برامج التطرف التي تستهدف المسلمين في فرنسا ودول أوروبية أخرى .. داعين الدول الغربية لإعادة تقييم العلاقات معها كونها " أهم مصدر لتمويل الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم ".
وقال المحللون في مقابلات أجرتها وكالة (سبوتنيك) الروسية للأنباء " إنه وعلى الرغم من ذلك، فإن الحكومة الفرنسية لا تجرؤ على مواجهة السعودية لأنها تحتاج للنفط السعودي وإيرادات المبيعات الضخمة للأسلحة إلى الرياض".
وقال مدير معهد شئون الخليج علي الأحمد في مقابلة مع الوكالة "إن جزء كبير من التطرف في فرنسا يتم تمويله من قبل حلفاء فرنسا في الخليج" .. مشيراً إلى أن التجارة بين البلدين وعقود الأسلحة أدت إلى أن تتغاضى الحكومات المتعاقبة في باريس عن الدور السعودي.
وأعتبر أن ممالك أخرى خليجية تقوم أيضاً بشراء أسلحة فرنسية في صفقات مربحة لباريس لإعطاء السلطات الفرنسية حافزاً للتساهل عن استمرار تمويل القنوات والتيارات التي تشجع المتشددين .. لافتا إلى أن الولايات المتحدة أيضا تعاني من نفس التردد لفضح الدور السعودي في تأجيج نيران التطرف .
وإستشهد مدير معهد شئون الخليج بالمناظرة الرئاسية الديمقراطية في الولايات المتحدة والتي أجريت يوم السبت، ودعت فيها المرشحة الأوفر حظاً هيلاري كلينتون كل من تركيا ودول الخليج لاتخاذ موقف ضد التطرف الجهادي، لكن دون التطرق لتورط بلدها.
كما اعتبر أن "كلينتون رضخت بسبب المال الذي تلقته من السعودية وممالك مجلس التعاون الخليجي" والتي وصفها بالاستبدادية.
من جانبه اعتبر الكاتب الأمريكي والخبير في مسائل تمويل الإرهاب دان لازار في مقابلة مماثلة مع وكالة (سبوتنيك) أن فرنسا والولايات المتحدة تحتاجان لمراجعة علاقتيهما المربحة طويلة الأمد مع السعودية في أعقاب هجمات باريس.
وقال الكاتب الأمريكي ناصحاً إن "الشيء الأكثر أهمية هو إعادة تقييم العلاقات مع السعودية" والتي أكد أنها "أهم مصدر لتمويل الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، وكذلك مع دول الخليج العربية".
وأشار إلى أنه في ديسمبر 2009م كانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية حينها قد ذكرت في مذكرة دبلوماسية سرية أن "المانحين في السعودية يشكلون أهم مصدر لتمويل الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم".
ولفت لازار إلى كلمة لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام طلاب جامعة هارفارد في أكتوبر 2014م والتي قال فيها "ضخ السعوديون والإماراتيون مئات الملايين من الدولارات وعشرات الآلاف من الأطنان من الأسلحة العسكرية لأي شخص كان سيقاتل ضد الرئيس السوري بشار الأسد".
وذكر لازار أن التمويل أدى إلى تدفق المساعدات الأمريكية الهائلة مباشرة إلى جماعات إسلامية مثل جبهة النصرة والقاعدة.
وأضاف محذراً "ما لم تواجه فرنسا السعودية، فإن هذه المشكلة ستستمر" .. متوقعاً في نفس الوقت أن تواصل فرنسا الامتناع عن مواجهة القادة السعوديين لأن الرياض ستبقى بالغة الأهمية كمصدر للنفط وسوقاً للسلع العسكرية.