سياسيون بلجيكون يدعون للحد من العلاقات مع السعودية

بلجيكا / نبأ – لى خلفية الهجمات الإرهابية في فرنسا، والتهديدات التي تُحيط بلجيكا، نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم الثلثاء، 24 نوفمبر، تقريرا تناول الدور السعودي في زرع بذور التطرف في بلجيكا.
التقرير أشار إلى تنامي الغضب على النظام السعودي بعد الهجمات الأخيرة في باريس، وتناول النفوذ الوهابي السعودي، ودور السعودية في نشر الأفكار المتطرفة في “الأوساط الإسلامية في بلجيكا” وعموم أوروبا.
وخصص التقرير الحديث عن الحالة البلجيكية، وقال بأن شيوع الأفكار المتطرفة هناك يعود إلى انتشار المتشددين السعوديين في بلجيكا منذ ستينات القرن الماضي، حيث عرض الملك بودوان حينها على الملك السعودي فيصل مشروع بناء مركز إسلامي وتوظيف دعاة سعوديين للعمل فيه مقابل تأمين الصفقات النفطية.
وتضيف الصحيفة أن معظم أفراد الجالية المسلمة في بلجيكا في حينها كانوا يتحدّرون من المغرب وتركيا، وكانت مذاهبهم مختلفة عن مذهب المركز الإسلامي السعودي، حيث إنهم يتبعون المذهب المالكي الأكثر تسامحا، ولكن سرعان من اتخذ أتباع المركز السلفية منهجا على يد الدعاة السعوديين، وقد أعطيت مُنح للمغاربة للدراسة في المدينة المنورة بالسعودية.
ونقلت الصحيفة عن عضو البرلمان البلجيكي المعارض، جورج داليمانج، قوله إنه “رغم محاولة الاقتناع أن السعودية دولة حليفة وصديقة، لكن السعوديين يريدون دوما التحالف مع الغرب حيال ما يتعلق بالعداوة مع الإيرانيين وقتالهم”، ويضيف “ومع ذلك فالمملكة لديها أيضا أيديولوجية توسعية قاهرة مع بقية العالم عندما يتعلق الأمر بنظرتها للدين الإسلامي”، مضيفا أنه “لا يمكن أن نتحاور مع دولة تسعى لزعزعة استقرار بلادنا”.
وقدم داليمانج عددا من القرارات في البرلمان البلجيكي تهدف لتخفيف العلاقات مع المملكة السعودية والحد من نفوذ السلفيين في بلجيكا. ويرى أن المشكلة تكمن في أن السلطات لم تلتفت إلى هذا الخطر إلا مؤخرا.
تقرير الإندبندنت أشار إلى الكثير من مخاوف الحكومة البلجيكية بشأن الحركات المتطرفة، ففي أغسطس جاءت تسريبات ويكيليكس لتكشف أن أحد أفراد طاقم السفارة السعودية في بلجيكا، ويدعى خالد العربي، طُرد قبل أعوام بسبب ارتباطه بنشر الفكر التكفيري.
ويأتي التقرير بعد أيام من إعلان السلطات البجيكية حالة الطوارئ وإغلاق العاصمة بروكسل بسبب تنفيذها عددا من عمليات الدهم على خلفية التهديدات الأمنية والمخاوف من وقوع هجمات على غرار هجمات باريس الأخيرة.