السعودية / نبأ – قال وزير التعليم الجديد أحمد العيسى، إن الانفتاح على العصر وتحدياته يُحصّن الشباب من الأفكار المتطرفة ويمكنهم من التعامل مع تحديات الحياة وتعقيداتها، بحسب تعبيره.
وخلال مداخلة إعلامية أشار العيسى إلى أنه سيعمل لتطوير التعليم في إطار الثوابت الدينية والوطنية، مشدداً على أن العقيدة الإسلامية هي الأساس والشريعة هي الدستور، وفق قوله.
وتعّهد العيسى بأن يكون مستقبل التعليم في المملكة أفضل، موضحًا أنه سيعمل في المرحلة المقبلة على تحديد الأوليات وتطوير كل العناصر الأساسية التي يحتاجها نظام التعليم السعودي.
وكان الملك سلمان أقال وزير التعليم السابق عزام الدخيل، وقال بيان ملكي بأنّ الإقالة جاءت بناءاً على طلبه.
ويقول نشطاء بأن مناهج التعليم في المملكة تحرّض على التكفير والكراهيات المذهبية.
وسبق اقالة وزير التعليم، اتفاق دول مجلس التعاون الخليجي على توحيد المناهج التعليمية في خطوة لمواجهة التطرف، كشف عنه وزير التربية والتعليم العالي الكويتي، بدر العيسي.
وتم بين وزراء التعليم في المجلس لتوحيد المناهج وتنقيحها من أفكار التطرف والإرهاب، بحسب مصدر في أمانة المجلس الخليجي، قال ذلك لصحيفة "الوطن" السعودية، في أكتوبر / تشرين الأول الماضي.
وكان المجلس درس مشروع توحيد المناهج في ديسمبر 2002 في الدوحة، وأصدر قرارا بتطوير المناهج، والارتقاء بمستوى المعلم، والمواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات التنمية.
وتعيش المنطقة العربية وبخاصة منها دول الخليج أزمة التطرف والإرهاب، وسادت في الآونة الأخيرة أعمال عنف وحوادث تفجير لمساجد في السعودية والكويت والبحرين، على يد انتحاريين في عمليات تبنى معظمها تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وسقط خلالها عشرات الجرحى والمصابين، وأثارت الرعب في نفوس الخليجيين.
كما تعد دول الخليج وخاصة السعودية من الدول المصدرة للمقاتلين الشباب في صفوف التنظيم الذي ينشط في سوريا والعراق.
وعبر موقع تويتر أعلن خليجيون تأييدهم للقرار عن طريق هاشتاج #توحيد_المناهج_في_الخليج.
وكان وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف صالح آل الشيخ، قد اعترف أثناء مؤتمر تأصيل الإنتماء والمواطنة في القصيم، في 7 نوفمبر/ تشرين ثاني 2015 (أي بعد شهر تقريباً من طرح مشروع توحيد المناهج في الخليج، بانطواء مناهج التعليم مفاهيماً تشكل دعامة بنيوية لمخاطر جمة، قد تنشأ عن الفهم المتزمت والأفكار المتشددة.
وتطرق وزير الأوقاف إلى فكرة العزلة الشعورية لدى الحركات الإسلامية عازياً إليها وجود الأفكار التكفيرية والتفجيرية.
واذ يوجه الوزير آل الشيخ نقده للمناهج التعليمية في المملكة وإن بصورة خجولة، بعد كل العناد الذي قابل به النظام دعوات التصحيح وسحب فتائل التفجير التي ترافق الأفكار المتشددة والتكفيرية ضمن هذه المناهج وكتبها.
ويحذر أهالي المنطقة الشرقية وخاصة في القطيف_ الذي تلقوا أولى ضربات التنظيم الإرهابي (داعش) في الممكلة، من أن يرتد هذا الفكر التكفيري الذي دعمه النظام طوال سنوات، على أصحابه، كما يطالب علماء القطيف من تصحيح “مناهج التعليم” ويطالبون المسؤولين لتنقيتها من التكفير.
ويرى مراقبون أنّ ما تحتاجه المناهج من تنقيح وتصحيح لا يقتصر على غياب فكرة المواطنة وذمها، تقول شريحة كبيرة من المواطنين من بينهم معارضين، هذا في حال كان النظام جدياً في استنقاذ نفسه من شرنقة هذا الفكر، فلاغ تكون الدعوة إلى التأصيل للمواطنة، دعوة لاختزال الوطن باسم العائلة المالكة وسلاطينها.
وأمام كل هذه الدعوات، لتنقيح المناهج الخطرة، نفي مفتي عام المملكة عبدالعزيز آل الشيخ، في سبتمنبر / أيلول الماضي أن تكون مناهج التعليم والمؤسسات التعليمية مسؤولة عن تغذية الشباب بالأفكار المنحرفة، أو أن لها دوراً في التحاقهم بتنظيم داعش.
وبدأ العام الدراسي هذا العام دون أن تغيير السعودية مناهج التعليم، بعد عبورها من صيف دامِ، إلى شتاء قد يكون ملتهبا أيضا، و لا زالت، وفق مراقبين تصر على أيديويلجيتها الوهابية.
ويشير الناشط والباحث السعودي فؤاد ابراهيم في هذا الصدد إلى لب المشكلة، حيث يرى أن حل مشكلة المناهج في المملكة مرهونٌ بمعالجة مشكلة الدولة أيضا. وقال إنّ الطبقة الحاكمة في السعودية لا تتعامل بمنطق الدولة، بل بمفهوم قريب من القبيلة، وهو ما ينعكس على مناهجها التعليمية وسياستها الخارجية.
وأوضح إبراهيم إنّ القبيلة توظّف كلّ عوامل الانقسام الداخلي لضمان استمرار سلطتها، وعلى حساب الدولة التي لم تُولد بعد في السعوديّة، بحسب إبراهيم الذي يؤكد أنّ الانقسامات المجتمعية التي تعزّزها مناهج التعليم تتلاقى مع الغرض الأساسي للحكام في المملكة، وهو تصعيد وتيرة الخلافات المذهبية والمناطقية والقبليّة في داخل البلاد وخارجها.