دايفيدسون: احتمال نجاح التحالف حتى الآن لا يتجاوز الصفر

السعودية / نبأ – يقول كريستوفر دايفدسون الأستاذ المحاضر في جامعة دورهام بالمملكة المتحدة إن التحالف الإسلامي الجديد الذي أعلنت عنه السعودية يأتي في المقام الأول ليشكل وسيلة لإشاعة الأخبار الإيجابية حول دور الرياض الفعال على صعيد معالجة الأزمات الدولية والتي تتصدرها اليوم أزمة الإرهاب وعلى رأسها تنظيم داعش.
يضع الخبير في الشؤون الخليجية التحالف السعودي الجديد في سياق حاجة المملكة الشديدة لتحسين صورتها في الغرب بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس وكاليفورنيا وما تلاهما من معلومات كشفت أن عددا من الإرهابيين المشاركين فيها قضوا جزء من حياتهم في المملكة السعودية.
وبرأي دايفيدسون صاحب كتاب انهيار ممالك الخليج أن احتمال نجاح التحالف حتى الآن لا يتجاوز الصفر نظرا للانقسامات السياسية الحادة التي يصعب تجاوزها بين الدول الإسلامية الأربع والثلاثين المشاركة فيه والتي لا تبشر بالخير لجهة نجاح التحالف. ويشير دايفيدسون إلى أن الطابع الطائفي الواحد وغير المتنوع للتحالف يبدد أي فرص بإمكانية تحوله إلى تحالف أمني قومي مؤثر وفاعل لمحاربة داعش.
ويذكر الكاتب البريطاني في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بكلام زعيم تنظيم داعش أبي بكر البغدادي العام الماضي الذي وصف المملكة برأس الأفعى ما يعزز وجهة النظر التي تعتبر السعودية الهدف الأكبر للتنظيم.
وجهة نظر عززها أولا هجوم مسلحين على حسينية في الدالوة قبل قرابة العام وما تلاها من سلسلة هجمات مسلحة وعمليات إرهابية تعرضت لها المنطقة الشرقية في المملكة شكلت تصعيا حادا على مستوى العنف والإرهاب فيها والتي لم تبد الأجهزة الأمنية في المملكة أي فاعلية في التصدي لها.
ويعيد دايفيدسون اتهاماته السابقة للمملكة بالمسؤولية عن ظهور داعش متهما إياها أنها تشكل المنبع الأساسي لجذور التنظيم الدينية والفكرية. مضيفا أن الوقت قد حان لتتخذ المملكة خطوة أكثر جدية وفاعلية لمحاربة داعش.
ولعل الإشارة الأقوى في كلام دايفيدسون كانت في استعانته بكلام الأمير تركي الفيصل رئيس مركز إدارة الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بأن داعش هو بذرة الشر التي سمحنا لها بالخروج من العلبة الصغيرة إلى الشرق الأوسط الكبير وإن محاربتها وهزيمتها هي مسؤولية تقع على عاتقنا.