الوزير الآتي من سفارة واشنطن.. حمولة من التناقضات
الوزير الآتي من سفارة واشنطن.. حمولة من التناقضات
Posted by قناة نبأ الفضائية – Nabaa TV on Tuesday, January 26, 2016
السعودية/ نبأ- منذ حلّ عادل الجبير في وزارة الخارجيّة، والأمورُ في المملكةِ تأخذ نكهةً أخرى من الاندفاعيّةِ، ولكنْ بطعمِ التناقضات.
محمد بن سلمان يوفّر مقبّلاتٍ دمويّةً في الخارج لهذا الطعم.. ولكن الجبيرَ الآتي من السفارةِ السعوديّة من في واشنطن، اكتسبَ خلطةً لا تتوفّر إلا لدى أولئك الذين جمعوا بين التزلّف لقاعِ الأمراء وأحذيتهم، والأُنسِ بإثباتِ الشيء ثم نفيه، ومن غيرِ فاصلٍ زمنيّ طويل يُتيح للذاكرةِ نسيانَ المُثْبَت أو الاحتفاظ طويلاً بالمنفيّ.
هدّد الجبير بعملٍ عسكريّ ضد سوريا. ولكنّه يتحدّث في الوقت نفسِه بأن حكومة بلاده معنيّةٌ بالحلّ السياسيّ، ولأجل ذلك جمعت الأبيضَ والأسودَ في الرياض وعقدت مؤتمراً للمعارضةِ السّورية، ولم تسمح المملكةُ لأحدٍ بأن يُناقشَ في إملاءاتها على هذه المعارضة التي استلمتْ، علناً ودون لفٍّ أو دوران، صكّ الولاءِ السعوديّ، بعد طوْل تهرُّبٍ وادّعاءٍ للوطنيّةِ والاستقلاليّة.
امتعاظ دي ميستورا من الدّور السعوديّ السّلبي لم يمنع من مضيّ المفاوضات السّوريّة، المتوقّع أن تفتتح نسختِها الجديدة الجمعة المقبلة، إلا أنّ الجبيرَ مصرٌّ على أن يحمل على عاتقه مهمّة التّخريب، وتفعليها في الوقت المناسب.
وفي الأوقاتِ المناسبةِ هناك حديثٌ ذو شجون.
الجبيرُ أعطى وزيرَ الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري من طرفِ اللّسان حلاوةً، ليُريه في اليوم الثّاني الطّعمَ المتميّز من الإنقلابِ على الكلام. هكذا، وبدون مقدّمات، تغيّرَ الحالُ من التنصّلِ السعوديّ من تصريحاتِ السفير ثامر السبهان؛ إلى تنصُّلِ الجبيرِ من مواقفه التي أوْدعها إلى الجعفري. فلا اعتذارٌ للحشد الشعبي، ولا احترامٌ للسيادة العراقيّة، ولا إقرارٌ بأنّ تصريحات السبهان لا تمثّل الحكومة السعوديّة.
على هذا النّحو، يريد السّعوديّون إدارةَ المنطقة، وهي إدارةٌ لا تصلحُ إلا للمزارعِ التي ضاعَ راعيها، وتمّ إتلاف المرعى منها، وباتت الذئابُ هي صاحبةُ الحلِّ والعقد. فماذا أنتم فاعلون؟