صراع المحمدين لازال يسيطر على مشهد العرش المهزوز
صراع المحمدين لازال يسيطر على مشهد العرش المهزوز
Posted by قناة نبأ الفضائية – Nabaa TV on Thursday, February 25, 2016
السعودية/ نبأ – اهتزاز الكراسي في المملكة ليس بعيداً عن اهتزاز الحدود، وهو على صلة مباشرة بأزيز الرصاص الذي يهزّ أرجاء المنطقة الشرقية، واستهدف بلدة العوامية قبل أيام.
أخذ هذا الصراع مساحة أوسع في الظهرو مع مجيء الملك سلمان بن عبد العزيز على سدّة العرش قبل أكثر من عام. وفي سبتمبر من العام الماضي، حلّ الملك العاصمة الأمريكية واشنطن مصحوباً بنجله محمد، الذي يقول أكثر المتابعين بأنه يفتقد الخبرة، وتستولي عليه رغبة مازوخية لإعلان الحروب والدخول في الأزمات الخارجية.
صعود محمد بن سلمان فتح الباب على حظوظ محمد بن نايف في الصعود إلى العرش، ولاسيما وأنه يحمل منصب ولي العهد. إلا أن هذا المنصب لا تعبّر عنه الصورة الطاغية لمحمد بن سلمان داخل المشهد السعوديّ، واحتلال نجل الملك للمساحة الأوسع في سياسة البلاد وقراراتها المصيرية. في المقابل، يتوارى محمد بن نايف عن الأنظار، ويحظى بتواجد منخفض على مدار فترة العام التي شهدت توليه منصب الرجل الثاني في المملكة.
بسحب بروس ريدل، في تقرير له منشور في مركز “بروكنغز”، فإنه ليس هناك معيار واحد لسلوك أولياء العهد في السعودية. لقد كانوا مختلفين جدا في كيفية أدائهم لواجباتهم وكيف يتصرفون على العلن.
بخصوص محمد بن نايف، يرصد ريدل بأنه ظلّ معظم الوقت داخل المملكة، باستثناء زيارته إلى كامب ديفيد، وبعض التحركات الخاطفة في المنطقة. في المقابل، انتقل محمد بن سلمان إلى روسيا، فرنسا، مصر، الأردن، الولايات المتحدة، ومقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل. ليصنع اتفاقات المملكة، ويقود الواجهة السعودية في حرب اليمن، والتدخل في الملف السوري، وفي الموضوع الروسي.
كان يتحدث محمد بن سلمان عن سياسة المملكة الجديدة، ويعطي مقابلات صحافية بعد زمنٍ من الصمت المريب. فيما بقي محمد بن نايف منشغلا في وزارة الداخلية، التي يؤكد نشطاء بأنها أداة الحرب الفعلية في قمع النشطاء والمعارضين السياسيين وفي تنفيذ الهجمات ضد المواطنين ومناطق سكناهم.
قد يكون تعرّضه لمحاولة اغتيال، سبباً لرغبة محمد بن نايف في التواري عن الأنظار. إلا أن اختفاء لا ينفصل عن إنزعاج يعبّر عنه بالصمت إزاء الصعود الصاروخي لمحمد بن سلمان، وبما يصاحب ذلك من تغييرات محتملة، وأن يلقى ابن نايف ذات مصير مقرن.