الرياض تخفق في تسويق البيان الخليجي على العرب

السعودية/ نبأ- تتلاقى السعودية مع إسرائيل في تحديد المخاطر والأعداء. المملكة والكيان الإسرائيلي يتشاركان في قلقهما من حزب الله. تتوجه السعودية وتوجه الجامعة العربية كذلك بما يخدم مصالحها ولا يخدم مصالح الأمة العربية وقضاياها. قرار وزراء الداخلية العرب الأخير وموقف الدول العربية منه .. آخر النماذج.

ولكن الرياض فشلت في تسويق البيان الخليجيّ ضد حزب الله.

وزير الداخلية العراقي انسحب من مؤتمر وزراء الداخلية العرب، رافضا التوقيع على قراراتٍ جاهزة.

الوفد العراقي أعلن تحفظه على على منهجية الإملاء وهيمنة طرف على قرارات المجلس وجر الآخرين إلى مواقف سياسية تحقق مصالح لطرف دون الآخر.

بيان وزراء الداخلية العرب الذي صدر من تونس .. رفضه وزرير خارجية تونس خميس الجهيناوي الذي أشار إلى أن مضمون البيان لا يعبر عن موقف بلاده. وهكذا تم التبرؤ من وصف حزب الله بالإرهاب.

موقف الجزائر كان الأكثر حزما في امتناعها عن التصويت. وزير خارجيتها رمطان العمامرة أعلن أن السلطات الجزائرية تتبرأ رسميا من قرار تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية الذي أعلنت عنه دول الخليج. يؤكد كلام العمامرة صلابة موقف الجزائر كغيرها من الدول العربية في رفض التطبيع مع إسرائيل أولا وتمسكها باستقلالية قرارها وعدم انسياقها خلف المصلحة السعودية.

تناقض مواقف الدول العربية يكشف الضغوطات التي تمارسها السعودية باستحصال موافقات ولو صورية على قرارات تخدم مصالحها خلال الاجتماعات. مشهدٌ يكشف أن دولا عربية ترزح تحت هذه الضغوط حتى لا تفقد مصالحها الاقتصادية مع المملكة فتضطر لمسايرة السعودية في مواقفها.

تترجم السعودية مصالحها ضغوطا على الحكومات العربية. لا جديد في هيمنة السعودية على القرار العربي. لكن الأخطر هذه المرة يكمن في تغيير طرحها من قرارات سياسية ديبلوماسية إلى محاولت علنية ومكشوفة في طرح قرارات تنتهي في المحصّلة إلى تمهيد التطبيع مع إسرائيل.