السعودية/ نبأ – 40 يوما مضت وفيها أكثر من 40 ألما وجرحا لما تمض بعد. قبل 40 يوما اعتقل الشهيد مكي العريض من على نقطة تفتيش تربط بين صفوى والعوامية. اقتاده عناصرُ الشرطة إلى مركز بلدة العوامية. وهناك عُذب وضُرب وحُرق حتى الموت. قالت السلطات الأمنية إن الشاب الرياضي ابن الـ25 عاما توفي جراء نوبة قلبية بسبب الخوف أثناء التحقيق معه. في مشرحة مستشفى بلدة العوامية كانت الحقيقة الصادمة. فوجئت عائلة الشهيد بجثة ابنها ملأى بآثار التعذيب. كانت علامات الضرب وحروق سجائر المحققين محفورة في جسده. كذِب عناصرُ الشرطة إذ أرادوا تغطية جريمتهم البشعة. قرابة الشهر أمضاها جسد الشهيد العريض مسجونا في براد المستشفى. امتنعت السلطاتُ عن تسليم جثة الشهيد لدفنه انتقاما منه، ولابتزاز أهله ومنعهم من الخروج في احتجاجات سياسية ومطلبية وتقييد حراكهم. لكن رد المواطنين كان حاضرا في التشييع. في الأول والثلاثين من مارس/آذار 2016م، سلمت السلطات جثة الشهيد العريض لأهله، وشهدت مراسم تشييعه مشاركة واسعة من أهالي العوامية. قالها أهل العزم: ألا مهادنة مع المعذبين والجلادين والقتلة. وإن شهيدا آخر يزيدنا ثورةً ويزيدنا انتصارا. يقول رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية على هامش ندوة حول دور القضاء في حماية حقوق الإنسان إن المملكة "تتسم بالشفافية في أحكامها وفي أجهزتها العدلية"، وإن "أجهزة رقابية وعلى رأسها هيئة التحقيق والدعاء تكفل ذلك". يزعم بندر العيبان على ألا سلطان على القضاء السعودي غير أحكام الشريعة الإسلامية. لكان فظاعة الجريمة ترد على كلام العيبان. في الجانب الحقوقي من القضية، فإن أي تهم لم توجه للشهيد العريض عند اعتقاله، كما لم يبلغ أهله عن توقيفه في مركز الشرطة. حكم على الشهيد العريض بالإعدام من دون مقاضاة وبلا دفاع، ولم تدم المحاكمة سوى ساعات على يد المحققين. على جسده كتبت السلطات الأمنية رسالتها: القتل كاتما للصوت.