الولايات المتحدة/ نبأ – لا يحلو للسعوديين أبدا أن يهددهم أحد بالكشف عن الحقيقة، يستلون فورا ورقتهم الأقوى، التهديد بالمال.
في أوج المعركة الانتخابية الرئاسية وقبل أيام من الموعد الأخير للرئيس الأميركي في الرياض، تبدل السعودية وجهها. قبل شهر، أبلغ السعوديون إدارة أوباما وأعضاء في الكونغرس الأميركي أن السعودية ستضطر إلى بيع سندات خزينة وأصول أخرى لها في أميركا قد تصل إلى 750 مليار دولار في حال أقر الكونغرس مشروع قانون يشير إلى تورط ما للمملكة في هجمات 11 سبتمبر.
الرسالة السعودية الملتهبة أوصلها لواشنطن وزير الخارجية عادل الجبير. النيران الأميركية الهادئة التي يراد لها أن تحرق السعودية ستطال الدولار الأميركي، لو فكرت الأخيرة بإفشاء السر السعودي الصغير.
ورغم تشكيك أوساط أميركية بجدية الخطوة وصعوبة تنفيذها إلا أن التهديد السعودي يرفع الكثير من اللبس عن حقيقة التوتر المتصاعد بين السعودية وأميركا.
الشراكة المقلقة أصلا مع واشنطن تهدد الرياض بتفجيرها بلغم صغير تزرعه في الاقتصاد الأميركي فيصير عرضة لاضطراب كبير.
الخطوة السعودية قوبلت بهجمة شرسة شنتها عائلات ضحايا 11 سبتمبر الذين اتهموا السعوديين بابتزاز الولايات المتحدة لإخفاء دورهم كممولي الإرهابيين منفذي هجمات مركز التجارة العالمي.
صحيفة “نيويورك دايلي نيوز” رصدت المواقف الغاضبة لعدد ممن فقدوا أحباءهم في هجمات سبتمبر الإرهابية. برأي هؤلاء أن الرئيس الأميركي الذي يضغط بشكل مكثف لعرقلة مشروع القانون يقف على الجانب الخطأ من القضية.
“يصدمني ان أفكر أن حكومتنا تدعم السعوديين على حساب مواطنينا”، قالتها ميندي كلاينبرغ التي قضى زوجها في الهجوم وأحد أفراد المجموعة التي تضغط باتجاه تمرير المشروع.
في الكونغرس الأميركي أيضا تبرز أصوات مطالبة بفرض قيود أكبر في العلاقة مع السعودية. متانة العلاقة أضعفها أصلا تقارب البيت الأبيض مع إيران الذي بدأ في السنوات القليلة الماضية وتضعضعت أكثر مع الخلافات القائمة حيال الدور المطلوب في أزمات المنطقة رغم دعم الإدارة الأميركية للسعودية في جبهات عدة.
في بورصة العلاقات لا تريد أميركا أن تجد نفسها في موقع الخاسر. في الجزء الآخر من اللعبة تحاول واشنطن التخلص من التزاماتها الاقتصادية كي تتحرك بأريحية أكثر سياسيا. لكن الخطورة تكمن في الضغط الزمني بتهديد انفجار اللغم السعودي قبل الأوان.