السعودية/ نبأ – بين الوزراء والمسؤولين الخليجيين شق ولي ولي العهد محمد بن سلمان طريقه، في مؤتمر حول التغريد في وسائل التواصل الإجتماعي عُقد في الرياض.
حضور ابن سلمان إلى المؤتمر لم يكن متوقعا، حيث تم تمديد وقت المؤتمر من أجل استقباله، فيما عمد الحاضرون من أمراء ومسؤولين في الدول إلى الخليجية إلى كيْل المديح إليه، وفي مشهد يُشبه توييج الملوك.
وزراء خارجية البحرين والسعودية والإمارات والكويت، ووزير دفاع قطر، كانوا يتحدثون عن تجاربهم في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وكان مدير الجلسة المذيع السعودي، والمقاتل السابق في أفغانستان، داوود الشريان، الذي انتهى من طرح السؤال الأخير على ضيفوه، لكنه فجأة أعلن عن صدور “قرار” بتمديد الجلسة، حيث دخل محمد بن سلمان القاعة فجأةً، وسط موجة تصفيق من مئات الحضور.
مع هذا المديح الهائل، تترسّخُ أكثر صورة الأمير “المدلل” أو “الطفل المتهور” كما وصفته صحف غربية، فهو أول وزير دفاع في العالم، تخوض بلاده حرباً، ولا يكلف نفسَه بزيارة الجبهة إلا بعد خمسة أشهر.
وفي الوقت الذي قُتل في حرب اليمن ما بين 3 إلى 4 آلاف جندي سعودي وفقاً لإحصاءات غربية؛ فإن الجنرال الصامت فضّل أن يقضي وقته في رحلات سياحية باذخة، جلب في واحدة منها مغنيات غربييات مثل شاكيرا والليدي غاغا، حيث أقاموا حفلة كلفت 20 مليون دولار، كما كشفت وسائل أعلام في المالديف.
في المقابل، فإنّ لقاء ابن سلمان مع مسؤوليين خليجيين في مؤتمر حول التغريد؛ يُشكل مفارقةً من نوع آخر. ففي حين يعرض مسؤولو الخليج تدويناتهم في “تويتر”، فإن العشرات من المدونين الخليجيين يقبعون في السجون بسبب تغريدات.
في البحرين، يوجد العشرات من المعتقلين بسبب نشاطهم الإلكتروني، وبينهم الناشط السياسي فاضل عباس المحكوم خمس سنوات. وفي الإمارات، تمرّ ثمانية أشهر على الإخفاء القسري للأكاديمي الدكتور ناصر بن غيث بعد اعتقاله بسبب تغريدة نشرها وانتفد فيها النظام الحاكم في مصر. أما في السعودية، فقصص المغردين والمدونين المعتقلين لا تنتهي، وليس آخرهم الناشط الإعلامي فاضل الشعلة الذي لا تزال أخباره مقطوعة منذ اعتقاله في ديسمبر / كانون الأول 2015م.