مصر / البحرين/نبأ – تتشابه ساحات الاحتجاج بين القاهرة والمنامة. لا زالت الصورة ماثلةً بين “دوار اللؤلؤة” و”ميدان التحرير”. بين هذه السّاحة وتلك، لا يبدو أن القمعَ غادرها، والنظام الحاكم في المنامة والقاهرة لا يزالان على عهْدهما المشترك، والذي يتقوّى أكثر بميثاق القمعِ وإسكاتِ المعارضين.
الزياراتُ الرسميّة يجمعها قمْع واحدٌ، وعدو وهميّ يريد الخليجيّون للقاهرة أن تبلعه معهم.
الاحتجاجات الشعبيّة الأخيرة مصر، وعلى خلفيّة ملف جزيرتي تيران وصنافير، كان مناسبةً لعودةِ سيرة القمع في القاهرة، وشاهد المصريون أرتالاً من القوافل العسكريّة وهي تنتشر في المحافظات، وكأنّ عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك كان حاضراً في الأرجاء.
هذا الحضور هو الخيْط الدقيق الذي يجمع النظام البحريني بالقاهرة.
ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الذي يحط رحله في القاهرة، لا يزال على علاقة وثيقة واتصالات مباشرة مع حسني مبارك، المعتقل بتهم الفساد وسوء الحكم. ولم تنقطع البرقات الرسمية بين الملك حمد وحسني مبارك طيلة السنوات الماضية، وحرِص الملك البحريني على تهنئة مبارك في بيان رسمي بعد تبرئته من بعض التهم الموجهة ضده.
تبقى العلاقة البحرينية المصرية والمصرية الخليجية، ذات ارتباط وثيق، رغم اختلاف المصالح والخلفيات. ارتباطٌ يحرص حكم العسكر في مصر على تقويته حفاظاً على سيرة القبضة الحديدية التي عُرِف بها الرؤوساء المتعاقبين على أرض الكنانة، وهي القبضة التي تحضرُ على نطاق واسع، وممنهج، في الدولة الخليجيّة الصّغيرة التي تضج، مثل القاهرة، بالاحتجاجات ورفْض المثول أمام القمع.
المعادلة إذاً: يزداد القمع في الساحات، فتنشط اللقاءات والزيارات، ليبقى السؤال: متى يمل الحكام من هدر دماء الابرياء، ويكفّوا عن تغذية عروشهم بهذه الدماء والآهات؟