السعودية/ نبأ – بعد مصر وتركيا والأردن، أعلنت السعودية عن تشكيل مجلس تنسيق مع الإمارات.
المجالس التي تحاول من خلالها المملكة مأسسة علاقاتها مع حلفائها وتأطيرها رسميا تأتي ضمن تحركاتها الإقليمية المتصاعدة.
مراقبون أشاروا إلى أنه رغم حالة التوافق التي تبدو مهيمنة على العلاقات السعودية الإماراتية وخاصة في ظل الشراكة في الحرب على اليمن، فإن الخلافات في عدد من الملفات لا زال بارزا.
وكان محللون قد ذهبوا إلى أن إقالة نائب الرئيس اليمني التابع للرياض خالد بحاح والذي كان يمثل الحليف الأقرب للإمارات، إنعكاس لهذه الخلافات والتي تتمحور على المحاصصة والنفوذ المستقبلي في اليمن.
كذلك أشاروا إلى أن الخلافات التي ظهرت في الحملة على القاعدة في اليمن هي إنعكاس للخلافات الإستراتيجية بين البلدين. وكانت السعودية قد سعت في ظل إرتفاع حدة المواجهة مع إيران وتصدع التحالف مع الولايات المتحدة، إلى إحاطة نفسها بأكبر قدر ممكن من التحالفات الثنانية لتغطية تحركاتها.
إلا أن هذه التحالفات الثنائية، بحسب المراقبين تعكس تواضع تأثير المملكة في تقريب وجهات النظر بين حلفائها في ظل توسع الخلافات بينهم، مما يفقد هذه التحالفات العديد من نقاط قوتها الرئيسية.
من ناحية الأخرى فإن العديد من هذه التحالفات تأتي بأثمان باهظة، حيث تبقى السعودية مضطرة لضخ مليارات الدولارات لصالح كل من مصر والأردن وغيرهما من أجل الحفاظ على ولائهما.
في السياق، أكد مراقبون أن ولي ولي العهد محمد بن سلمان كان الشخصية السعودية البارزة والموجودة في كل اتفاقات انشاء المجالس. وأشاروا إلى أن ذلك يُعدّ انعكاساً للهيمنة المتزايدة له على مقاليد السياسة الخارجية للمملكة بعد سيطرته بشكل كبير على ملف الاقتصاد.
وفيما يفرض بن سلمان أجندته الإقليمية، بالتوازي مع قوته على الملفات الداخلية يفتح باب التكهنات حول تغييرات قريبة في موازين القوى الداخلية للبلاد.