السعودية/ نبأ- يوم الأربعاء الماضي حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض بالقتل تعزيرا لأربعة شخصاً ضمن ما تطلق عليه تسمية خلية الأربعة والعشرين بالعوامية، كما حكمت بالسجن لتسعة آخرين لمدد تتراوح بين ثلاث سنوات وخمس عشرة سنة. الصحف الرسمية في المملكة بدأت حملتها المعهودة لتلميع صورة النظام ومهاجمة أهالي العوامية والتحريض عليهم، وعلى صفحات عكاظ ما يكفي من الدلائل.
يحاول محمد العنزي في مقال نشرته عكاظ، مماهاة موقف أهالي العوامية مع موقف السلطات الرسمية. يقول مشوها للحقيقة الراسخة منذ ما قبل اندلاع الحراك الشعبي قبل خمس سنوات ونيف، إن أهالي محافظة القطيف يرون الحكم جزاءا عادلا وأنه مصير كل من يحاول إشاعة الفوضى وتهديد حياة وأملاك المواطنين.
لم يصدق العنزي ولم ينجح في إخفاء الحقيقة. بيانات عديدة ومتلاحقة لأهالي العوامية والقطيف كانت تدين اقتحام قوات الأمن للمنطقة الشرقية بحجة ملاحقة مطلوبين ليسوا في واقع الأمر مسؤولين عن ارتكاب أي جرائم أو مخالفات، بل كل جرمهم هو خروجهم في مظاهرات سلمية.
تذهب صحيفة عكاظ إلى حد إقحام رجال الدين في موقف واحد مع السلطة واجهزتها القمعية. لا تتردد في القول إن أهالي العوامية والقطيف والعلماء تصدوا لكل المحاولات اليائسة والفاشلة التي تحاول التأثير على الاستقرار الأمني
تستعين الصحيفة ببيان أصدره مشايخ وعلماء من محافظتي القطيف والأحساء في مارس 2014 محذرين من عدم الانجراف خلف توجهات العنف والتطرف, ومؤكدين على إدانة كل من يستخدم السلاح والعنف بوجه الدولة او المجتمع.
مهر البيان بعشرة تواقيع مثلت حرصا على حفظ شباب المنطقة من أي مخططات يرسمها لهم رجال الأمن.. لم تنجح عكاظ في استثمار البيان بغير محله، كما أنه خلافاً ولما اشارت اليه الصحيفة، فإن البيان لم يحوي أي إدانات للنشطاء، كما ان موقعيه لم يكونوا في محل تأييدٍ لوزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية.