السعودية/ نبأ – لم تحتمل المملكة فكرة إدراجها على اللائحة السوداء لانتهاكات حقوق الاطفال، فشنّت سلسلة هجمات كلامية على الأمم المتحدة، وأمينها العام، معتبرة أن ورود اسم تحالف عدوانها “زجّ” في اللحظات الاخيرة لإعداد التقرير.
فجأة ومن غير مقدمات، بدأت حملة إعلامية من الرياض، بهدف تلميع صورة تحالف العدوان على اليمن، وإظهار السعودية على أنها الملاك المسالم الذي عمل على إنقاذ الشعب اليمني.
الحملة تناست آلاف القنابل العنقودية والأسلحة المحرمة دولياً والغارات الجوية التي أرعبت وأزهقت أرواح الآلاف من الأطفال في هذا البلد.
وفي أولى الخطوات الاستدراكية للمملكة، يتوجه ولي ولي العهد محمد بن سلمان إلى واشنطن خلال أيام للقاء المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم الرئيس باراك أوباما، ووزير الخارجية جون كيري، ويرجه مراقبون أن يتناول بن سلمان ملفات اليمن، وإدراج بلاده في التقرير الأممي.
هذا، وانطلقت حملة إعلامية في الصحف السعودية، اتهمت من اسمتهم “المتنفذين في صناعة السياسة الأميركية” بأنهم تمكنوا من استصدار قرار، عن مجلس الشيوخ الأميركي يفتري على المواقف السعودية الراسخة من الإرهاب”.
وسعت الحملة إلى القاء اللوم على الأمم المتحدة وتحميلها مسؤولية دماء اليمنيين الأبرياء والأطفال، وكأنما طيران التحالف كان يرمي وروداً على أراضي اليمن خلال العدوان وليس الصواريخ.
وانتقدت وسائل الإعلام السعودية الأمين العام بان كي مون، زاعمة أنه يوجه سهامه المسمومة إلى المملكة وإلى سياساتها التي لم تألُ جهدا في عمل كل ما من شأنه، تضميد جراحات الشعب اليمني.
كما ربطت بين وضع السعودية على اللائحة السوداء، وما أسمته تبراة الخارجية الأميركية لحركة “أنصار الله” من تهمة “الارهاب”.
من جهته، اختار المتحدث العسكري باسم تحالف العدوان أحمد عسيري الرد بطريقة أخرى، إذ اتهم الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها بالفشل في إيصال المساعدات والمواد الغذائية، إلى الشعب اليمني، مشيراً إلى أن السعودية أقوى في هذه النقطة لأنها نفّذت حملات إغائية، على حد تعبيره، متناسياً وضع الأطفال اليمنيين تحت القصف والحصار السعودي.
وقبل أيام، أعلن بان كي مون، في تقرير سنوي عن أسماء الدول والمنظمات التي تنتهك حقوق الاطفال، معلناً أن التحالف بقيادة السعودية على اللائحة السوداء، محملاً إياه مسؤولية 60 في المئة من مقتل 785 طفلاً، وجرح الف ومئة و68 خلال العام 2015م فقط.