السعودية/ نبأ – تحديات داخلية وخارجية لم يسبق لها مثيل تواجه المملكة السعودية في الآونة الأخيرة. خطة محمد بن سلمان التي تهدف إلى تحييد ارتباط المملكة بالنفط وتنويع النسيج الاقتصادي فيها تشي بأن لا شيء في المملكة سيبقى كما كان عليه.
في الوقت الذي تسعى فيه السعودية للحفاظ على علاقة متوازنة مع الولايات المتحدة الأميركية هبت رياح الاتفاق النووي صيف العام 2015م لتهمشم هذا التحالف. ما وُصف بأنها انفتاح اميركي مع طهران أضعف العلاقة مع السعودية وبدل الكثير من قواعدها.
في الإقليم وفي الفترة نفسها تشهد المملكة خلافات مع بعض شركائها في دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى منافسة حادة مع إيران تطال ملفات بالغة الحساسية في المنطقة تتقدمها الحرب في سوريا واليمن.
أما داخليا فهي تعاني من مشكلات عديدة بينها ارتفاع معدلات البطالة في صفوف الشباب، القمع والفساد. وقد تفاقمت هذه المشاكل، خاصة في الفترة الأخيرة التي شهدت تراجعا في عائدات النفط؛ في هذه الدولة التي تفرض ضرائب منخفضة وتدعم رعاياها، الأمر الذي أدى إلى تبني سلسلة من الاجراءات الاقتصادية التي وصفت بالجذرية.
وخلال العام 2016م خفضت المملكة، الدعم على المياه، الكهرباء والبنزين. كما خفضت من عدد الوظائف التي توفرها أكبر شركة بناء في البلاد، الأمر الذي أجج احتجاجات عنيفة من قبل العمال في مكة المكرمة.
يقول ولي ولي العهد في رؤية 2030م التي طرحها أواخر نيسان الماضي إن الإصلاحات المنتظرة ستؤثر على نظام التعليم وتهدف إلى تخفيف القيود والمحظورات التي تؤثر على النساء؛ وهو الجانب الذي أثار استياء رجال الدين الوهابيين.
برأي الكاتب الاسباني أليكس رودريغز فإن هذا التصادم يشكل خطراً على مستقبل المملكة. يقول إن القوى السياسية والدينية للنظام السعودي تغذي بعضها البعض كنتيجة للاتفاق التاريخي بين آل سعود والمؤسسة الوهابية.
ونتيجة لهذه القيم الروحية تعاني السعودية من صعود الأصولية وتواجه تحد داخلي خطر يتمثل بالإرهاب. هذه المخاطرالمحدقة في المملكة تدفع البلاد إلى المبادرة بتغييرات جذرية؛ وصفها العديد من المحللين، في المنطقة والعالم، بأنها غير واعية وحتى غير حكيمة.