السعودية/ نبأ- قال تقرير لمعهد بروكنغز إن شبح الحرب بين إيران والمملكة العربية السعودية ليس حتميا، ولكن يجب على الجانبين اتخاذ خطوات لخفض درجة حرارة الصراع الناشب بينهما حاليا، وإنه من مصلحة الطرفين ألا تشهد العلاقات بينهما مزيدا من الهبوط.
وفي تحليل بعنوان: إذا كانت العلاقات الإيرانية السعودية تغلي .. كيف نخفض درجة حرارتها؟، حذر سلطان بركات رئيس الفرع العربي للمعهد في الدوحة من أن هناك الآن إمكانية جدية لمواجهة مباشرة، بسبب مشاكل عدة ما يتطلب البحث عن حلول لعدم وصولها للحرب.
ويقترح معهد بروكنغز ثلاثة اعتبارات رئيسية يجب على الجانبين العمل على تنفيذها من أجل خفض درجة حرارة الصراع ومعالجة أسباب التوتر الجذرية، وهي على النحو التالي:
أولا أنه لا يجب أن يسيء كل طرف فهم الآخر، فالعلاقات الإيرانية الإماراتية والإيرانية العمانية تقوم على الحوار والتبادل، بينما تقوم العلاقات الإيرانية السعودية على سوء الفهم والجهل والعزلة، جنبا إلى جنب مع التحيز الطائفي المتصاعد، والكراهية والفرقة التي زرعها الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، والعداء المستمر منذ فترة طويلة.
ثانيا تشجيع المزيد من الانفتاح مع إيران. وثالثا إعادة صياغة العلاقة بين المؤسسات الدينية وصناع القرار في السعودية. لكن المشكلة أن آل سعود يستمدون شرعيتهم من رعايتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة، ويحتاجون بالتالي إلى تهدئة رجال الدين، الذين عادوا لإعلاء الخطاب الطائفي للانقسام.
ويقترح تقرير بروكنغز لتجنب المواجهة المباشرة، أن تسعى المملكة العربية السعودية وإيران لتحديد المجالات الاهتمام المشترك المحتملة بينهما، سواء اقتصاديات الدولتين التي تعتمد على النفط، وكلاهما يعمل للحد من هذا الاعتماد. أيضا من مصلحة إيران والسعودية استهداف كل المجموعات الإرهابية بما في ذلك تنظيم القاعدة وداعش.
ومع أن التقرير يرى أن هذا لن يكون سهلا، إلا أنه يضرب أمثلة من التاريخ، مشيرا الى أنه قبل 70 عاما، لم يكن أحدا يتصور أن تتغلب فرنسا وألمانيا وبريطانيا على منافساتهم الإقليمية وأن يصبحوا شركاء سياسيين وبينهم تعاون اقتصادي وثيق.