السعودية، الولايات المتحدة/ نبأ – ضغوط لم يسبق لها مثيل تتعرض لها العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والمملكة السعودية.
الأمر معقد قالها الرئيس الأميركي باراك أوباما لرئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تيرنبول عندما سأله إن كان يعتبر السعوديين أصدقاء.
لم يخفِ السعوديون غضبهم من أوباما الذين يرونه مستعدا للتخلي عن الأصدقاء القدماء في مقابل التقارب مع شركاء جدد. الرئيس السابق للاستخبارات السعودية والسفير السابق لدى أميركا تركي الفيصل اتهم صراحة الولايات المتحدة بالتخلي عن المملكة.
ويقول المحلل جريجوري جوس، في تحليل للعلاقة بين البلدين نشرته مجلة فورين أفيرز مؤخرا، إن انتقادات الأمريكيين للسعودية صارت أكثر جرأة مع تداعي أسس العلاقة بينهما. فهم لا يجدون حرجا في الإشارة إلى أن الوهابية تتناقض مباشرة مع القيم الأمريكية، وان السعودية تقع في المرتبة الأدنى في أي تقييم للديمقراطية، أو الحرية الدينية، أو حقوق الإنسان، وحقوق المرأة.
وبالنسبة للأميركيين لا وجود لأولويات مشتركة تذكر بينهم وبين السعودية السعودية في الشرق الأوسط. والنظام السعودي، بصورته الملكية المطلقة، عفا عليه الزمن، ولن يعيش طويلا في عصر ديمقراطي.
ويقول كريس ميرفي عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي في خطاب ألقاه في يناير /كانون الثاني 2016م إنه على الرغم من أن “داعش” تعتبر انحرافا عن الإسلام، إلا أن بذور هذا الانحراف متجذرة إلى حد كبير، في تعاليم الوهابية. مطالبا واشنطن بوضع حد لتصدير السعودية للإسلام المتطرف.
ركائز عدة للعلاقة التي بنيت في أعقاب الحرب العالمية الثانية بين البلدين بدأت تتلاشى. وبرأي محللين فأن علاقة واشنطن مع الرياض لن تجد الكثير من المدافعين المتحمسين في الولايات المتحدة؛ نظرا لانتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، وتعزيز الأصولية الدينية ورفضها التركيز على محاربة أعداء الولايات المتحدة مثل القاعدة وداعش.
يقول مراقبين إن على واشنطن مواصلة الجهود لتحسين علاقاتها مع طهران. أما القيادات السعودية العليا فستتكيف تدريجيا مع الأمر الواقع.