بريطانيا/ نبأ – مؤخرا أفاقت بريطانيا من الخطيئة الكبرى في العراق. تقرير تشيلكوت الذي نشر الأربعاء الماضي أعاد المملكة المتحدة إلى 18 مارس/آذار 2003م يوم صوت البرلمان لصالح شن الحرب على العراق.
كثير من الحجج ساقها رئيس وزراء بريطانيا آنذاك طوني بلير لتبرير مغامرته العسكرية لكن نائبا من نواب البرلمان وهو جيرمي كوربين وقف ليخطب في أكبر تجمع شهدته البلاد في تاريخها للمطالبة بوقف الحرب على العراق.
بعد 13 عاما أبطل تقرير تشيلكوت حجج بلير كافة .. لا يبدي الأخير وهو الزعيم السابق لحزب “العمال” البريطاني أي ندم على ما فعل ويقول إنه كان ليتخذ القرار نفسه مرة أخرى لو تكرر الزمن إلا أن كوربين رئيس حزب العمال الآن يعتذر نيابة عن الحزب.
لكن بلير ليس الوحيد الذي يستمر في الدفاع عن التدخل الغربي في الشرق الأوسط. فهذا رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وفي رده على تقرير تشيلكوت، يصر على عدم ندمه فيما يتعلق بليبيا، والتي حصل التدخل فيها بناء على أوامر منه.
وفي زمرة المؤيدين للحرب أغلبية أعضاء مجلس النواب من حزب “العمال” الذين صوتوا لصالح التدخل وصوتوا كذلك ضد كوربين.
إعلان الحرب على العراق في غياب قرار ثان للأمم المتحدة فتح الباب على مصراعيه أمام التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط، فلم يعد أحد يكترث بالأمم المتحدة هذه الأيام أو يعبأ بالحصول على إذن منها قبل الشروع في عمليات عسكرية.
يقول ديفيد هيرست مدير تحرير موقع “ميدل إيست آي” وكبير الكتاب في “الغارديان” سابقا إن المستنقع العميق للتدخل الأجنبي الذي بدأ قبل ثلاثة 13عاماً تماماً مثل سايكس وبيكو قبلهما بقرن من الزمن.
وفي محاولتها إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط ونشر القيم الغربية حول الحرية والديموقراطية والتسامح وسيادة القانون أدخل بلير ومعه الرئيس الاميركي جورج بوش المنطقة، في حالة فوضى أدت الى نشر الدمار والموت ليس في الشرق الاوسط فحسب بل في العالم كله.