السعودية/ نبأ – فصل جديد من الصراع السعودي الإيراني بدأه أمس رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل.
دعم غير محدود ستقدمه السعودية للمعارضة الإيرانية المسلحة أفصح عنه الفيصل في خطابه في مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي انعقد في باريس متهما طهران بسفك الدماء وجلب الدمار والطائفية لجميع دول المنطقة ومعلنا أنع مع إسقاط النظام الإيراني.
بحضوره مؤتمر المعارضة الإيرانية المسلحة التي تمتلك أسلحة ودبابات حديثة وتتزعمها مريم رجوي، أكد الفيصل، عميد الخارجية السعودية والمسؤول عن تنسيق اللقاءات والاتصالات السعودية مع إسرائيل، دعمه مجاهدي “خلق” في قلب النظام الإيراني موسعا بذلك دائرة نشاطاته بتوليه ملف هذه المعارضة ودعمها ماليا وعسكريا.
رغم أن الفيصل لا يتولى منصبا رسميا في الدولة إلا أن مراقبين يستبعدون أن يقدم الأمير السعودي على هكذا مهمات من دون تكليف من المؤسسة الحاكمة وشخص الملك تحديدا. لحوالي 10 سنوات بعد مغادرته منصبه على جهاز المخابرات تولى الفيصل المنصبين الأهم في الخارجية السعودية أي رئاسة سفارتي بلاده في لندن وواشنطن بما يجعله في صلب دوائر القرار في المملكة.
مشاركة الفيصل في مؤتمر خلق في باريس نالت انتقادات واسعة من كتاب ومدونين سعوديين. الأكاديمية المعارضة مضاوي الرشيد سخرت من كلمة الفيصل وقالت بأن على الناس انتظار المعجزات التي تصنعها السعودية، ووصفت محاولة الفيصل تمجيد الفرس وتاريخهم ورموزهم بأنها دغدغة لمشاعر الإيرانيين المجتمعين في باريس، ولكنها أكدت أنه مشروع فاشل من أوله.
وفي مقابل وقوع المعارضة الإيرانية المسلحة في أحضان النظام السعودي، وجهت الرشيد التحية إلى المعارضة السعودية في الخارج التي تفضل الشتات على الاجتماع تحت راية دولة في صراع مع السعودية.
خلال الأعوام الخمسة الماضية تجسد الخلاف السعودي الإيراني بحروب بالوكالة كانت أبرزها حربا اليمن وسوريا. لكن الكلام الأخير لتركي الفيصل شرع الأبواب على نوع جديد من المواجهة المباشرة.
حسابات سعودية جديدة تتخذ منحا خطيرا بترجيح خيار التصعيد وفتح جبهة جديدة مع إيران دون إغلاق أي من الجبهات القديمة وهو ما يجده مراقبون خيارا غير حكيم في العلوم السياسية والعسكرية.