السعودية/ نبأ – تسعى المملكة السعودية الى دعم الجماعات والافراد لاحداث فوضى وشرخ داخل المجتمع الواحد، وما وقوف الرياض الى جانب جماعة “خلق” المعارضة، سوى نموذج عن السياسات السعودية.
ولعل مشاركة الامير السعودي تركي الفيصل في مؤتمر المنظمة في باريس قبل ايام، اكبر تأكيد على اهداف المملكة من خلف المنظمة.
المنظمة التي تأسست عام 1965م على أيدي مثقفين وأكاديميين إيرانيين، وأعدم الشاه مؤسسها والعديد من قادتها، وجدت نفسها بعد الثورة في عداد منظمات تميل الى الغرب اكثر ما يلزم، ونشأت لها علاقات مشبوهة مع دول عديدة، الى أن نشب قتال بينها وبين نظام الحكم في طهران ما بعد انتصار الثورة.
اختارت المنظمة الكفاح المسلّح طريقاً لمواجهة النظام، وبلغت المواجهة مداها بعد إعدام المئات من أفراد المنظمة، وترحيلهم خارج البلاد إثر قيامهم بأعمال تفجيرية أودت بحياة سبعين شخصاً، وعمدت الى احداث اعمال تخريبية داخل ايران.
ووصلت الجماعة الى العراق، وأقامت في معسكر، وامضت وقتها في الاستماع إلى محاضرات قائدهم مسعود رجوي عن الثورة. سعى رجوي ان يوازي الامام الخميني مقاماً.
متابعون اكدوا ان “مجاهدي خلق” تحولت من حركة مقاومة سياسية إلى طائفة، تقوم عقيدتهم فقط حول رفاهية الزعيم، حيث استغل رجوي أولاد المجاهدين للتسول في البلدان الأوروبية، ووصل الأمر إلى حد بيع الأطفال بذريعة جمع التبرعات للمنظمة! أما الهاربون منهم إلى أوروبا فكانوا يعيشون في خوف.
وفي العراق، قدموا خدمات عسكرية أساسية لصدام بعدما سلحهم وأغدق على زعيمهم شنطاً سوداء ملأى بدولارات النفط مقابل الغذاء، كانت مهمتهم أن يقمعوا الانتفاضة الشيعية ثم أن يمعنوا قتلاً في المدنيين الأكراد المنتفضين. كان رجوي قد أقنع أتباعه بأنّ هؤلاء الأكراد متسلّلون من الحرس الثوري الإيراني.
ولعل من أسوأ الأدوار التي قامت بها المنظمة كان دور ساعي البريد للأميركيين والإسرائيليين.
كريم حقي موني مسؤول اللجنة المركزية، المسؤول الثاني بعد رئيس التنظيم مسعود رجوي، والذي انشق عن المنظمة، تحدث عن تورطها في غزو الكويت وقمع الأكراد العراقيين في الانتفاضة الشعبية.
في الكويت، قال موني أن عناصر مجاهدي “خلق” الذين اقتحموا الكويت جلبوا معهم إلى قواعد المنظمة في بعقوبة وأبو غريب أجهزة وثلاجات وأغذية.
كما لفت الى أن المنظمة لم تكتف بالجرائم التي ارتكبتها في الكويت، بل انغمر “مجاهدي خلق” في الحرب الداخلية العراقية ومساهمتها بقوة في تنفيذ المجازر ضد المدنيين دعماً لنظام صدام.
ان النهج الأخلاقي والسياسي للمنظمة التي تدعمها السعودية اليوم علناً، إنها منظمة تكفيها حصة من قربة لبن منخورة لتبيع شرفها وإنسانيتها وتضحي بكل الأعراف والأخلاقيات والمبادئ ولترتكب المجازر بحق مدنيين.