بلجيكا/ نبأ – لا تلقى خطة الحل الروسية الأميركية حول سوريا أي قبول من السعودية. لا ترى المملكة صيغة لحل الأزمة السورية إلا بإزاحة الأسد عن السلطة لصالح مجلس حكم انتقالي وهي تفضل التحرك في الميدان وترى أن التحرك العسكري الناجح ينتج حلا سياسيا لصالحها.
الموقف السعودي حمله أمس وزير الخارجية عادل الجبير إلى بروكسل خلال ندوة نقاش مطولة عقدها له مركز “إيغموند” المرتبط بالخارجية البلجيكية.
قبلها بيوم كان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في لقاء مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. خلال مداولات وزراء الخليج وكيري عبرت الرياض عن تحفظها على الخطة الروسية الأميركية معلنة رفضها أي مناورة يمكن أن تقود إلى تطبيع مع النظام السوري.
حددت الرياض مسبقا أفقا ثابتا لأي مسار انتقال سياسي يمكن إطلاقه وهي لا ترى إمكانية فتح المجال للتسوية إلا بمرجعية جنيف 1، قرار مجلس الأمن 2254، للذهاب إلى تشكيل مجلس حكم انتقالي سيدير شؤون الدولة، ثم سيكتب دستور جديد بما يعني أن الحكم الحالي سينتهي.
المواقف والتوجهات السياسية نفسها نقلها الجبير أيضا خلال مؤتمره الصحافي مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، ناقلاً استشرافه فشل المبادرة الأميركية – الروسية بما يجعل البديل الوحيد تصعيد الحرب.
لا تقارب السعودية أي قضية إلا بمقاساتها الثابتة حتى وان خرجت عن المعقول. مخاطبا الأوروبيين، قال الجبير إن قضية تدفق آلف اللاجئين لن تحل إلا بعودتهم إلى سوريا بعد رحيل الأسد والقضاء على داعش أيضا لن يتم دون ذلك.
القياسات السعودية تحكم أيضاً نظرة الرياض لما يجري في تركيا، كما يقدمها وزير خارجيتها. يؤكد الجبير أن تركيا تبقى لاعباً حاسماً لدعم المعارضة السورية، لذلك برأيه فاستقرارها ضروري، قبل أن يضيف ألا شك أنها ستتجاوز تبعات الانقلاب الفاشل سريعاً، ولن يؤثر ما حدث على المنطقة.
مخاطبا العقل السياسي لأوروبا وأميركا، كرر الجبير استمرار دعم السعودية للمسلحين في سوريا مؤكدا أن من راهنوا في ظروف مختلفة على إضعاف السعودية خسروا تاريخيا ومضيفا أن الرياض حليف مجرّب، حقق مع الغرب نجاحات لأهداف مشتركة.