السعودية/ نبأ- الكشف عن الصفحات الثمانية والعشرين التي بقيت سرية اكثر من أربعة عشر عاماً، والذي اظهر تورط مواطنين سعوديين في اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، لم يشر الى تورط الحكومة المباشر في الهجوم، لكنه لفت الى ان دلائل مساعدة الحكومة للارهابيين هي استنتاجية وغير مثبتة.
هذا ما جاء في المذكرة المشتركة التي أصدرتها المباحث الفيدرالية والاستخبارات المركزية الأمريكية، والتي تم إصدارها في نفس يوم الكشف عن الثماني وعشرين صفحة.
نشر هذه الصفحات بحسب الكاتب كيفين شوارتز، في مقاله المنشور في موقع كاونتر بونش يشير الى وجود تشكيك في صدارة السعودية في كونها حليفا شرق أوسطي لا غبار عليه.
رفع السرية يأتي عقب توقيع الاتفاق النووي مع ايران وتسريب محتويات رسائل الخارجية السعودية عبر ويكيليس، اضافة الى تزايد الانتقادات الموجهة لها في الخارج ازاء قمعها لمواطنيها وجرائمها في عدوانها على اليمن.
من عواقب هذه التطورات كان تقديم اعضاء لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الاميركي لتشريع يقضي بالحد من المساعدات العسكرية الأمريكية للمملكة لأنها تستخدمها في حربها في اليمن، كذلك مشروع قانون قدمه مجلس الشيوخ يسمح بمقاضاة السعودية لأي دور محتمل لها في هجمات ١١ سبتمبر.
الى ذلك، تستمر المخاوف من تمويل المملكة للجماعات المتطرفة والمساجد التي تنشر الوهابية حول العالم، وقد ظهر ذلك من خلال تصريحات المرشحة للرئاسة الاميركية هيلاري كلنتون الشهر الماضي، بعد هجوم اورلاندو، بأن السعودية ودول الخليج الأخرى لا يبالون بتمويل مواطنيهم للتطرف العنيف حسب تعبيرها.
علاقات السعودية بالدول الغربية الاخرى تجري اعادة تقييمها، السويد قررت العام الماضي عدم تجديد اتفاقية الأسلحة السعودية التي بدأت عام ٢٠٠٥، بسبب مخاوف بشأن السجل الحقوقي للمملكة. وقد اتخذت بلجيكا وهولندا خطوات لإنهاء أو وضع حدود لمبيعات الأسلحة للرياض. الى ذلك أصدر الاتحاد الأوروبي قرارا غير ملزم للدول الأعضاء بتعليق مبيعات الأسلحة.
ويختم شوارتز مقاله بالتأكيد على أن الإجابات المتعلقة بتورط السعودية في الهجمات يبدو أنها بعيدة المنال ومجهولة. ولكن الأسئلة أصبحت تثار بشكل غير مسبوق، ويتم اتخاذ إجراءات لاحقة متعلقة بالسعودية، ما ينبئ بإعادة تنسيق الولايات المتحدة والدول الغربية لعلاقاتها مع هذه القوة الشرق أوسطية.