السعودية/ نبأ – ليل الرابع من يوليو/تموز 2016م نفذ انتحاريون تفجيرات في مساجد في منطقة القطيف وجدة والمدينة المنورة. الإرهابيون الذين يشتبه بانتمائهم لتنظيم “داعش” قدموا دليلا على أن العائلة المالكة غير قادرة على ضمان أمن الحج أو الحفاظ على النظام في الأماكن المقدسة.
بالنسبة للمراقبين فإن التفجيرات الثلاثة أثبتت أن الأجهزة الأمنية السعودية غير قادرة إلى حد ما على منع مثل هذه الأعمال الإرهابية مما يقوض مصداقية برنامج الإصلاح الذي تم الإعلان عنه في أوائل شهر مايو بقيادة محمد بن سلمان.
تكشف الهجمات الإرهابية مجموعة من نقاط الضعف التي لم تنجح المملكة في لملمتها. اتضح بعد الرابع من يوليو/تموز أن التهديد الأكبر للمملكة داخلي يتمثل بخلايا نائمة لتنظيم “داعش” وأن الإسلاميين المتشددين الذين استخدمتهم السعودية في دول أخرى عادوا اليوم لتنفيذ عمليات في الداخل السعودي.
يقول الكاتب الروسي ألكسندر كوزنتسوف في مقال نشره موقع “ستراتيجيك كالتشر فاوندايشن” أن التشويق الحقيقي في السعودية الآن يدور حول مسألة من الذي سيتولى العرش بعد الملك الثمانيني سلمان بن عبدالعزيز.
بإعتقاد كثيرين فإن ولي ولي العهد محمد بن سلمان سيكون التالي في الحكم. يؤيد كوزنتسوف هذه النظرية ويعتبرها الأكثر مصداقية بعد الجولة الأخيرة له في الولايات المتحدة الأميركية ولقائه الرئيس الأميركي واجتماعاته العدة مع مسؤولين في الخارجية والمخابرات ومجلسي النواب والشيوخ.
في صحيفة “واشنطن بوست” كتب دايفيد أغناتيوس أن السياسيين الأمريكيين رفيعي المستوى لم يصلوا إلى توافق بشأن نجل الملك. يعتقد البعض أن الأمير الشاب النشيط يمكن أن يصبح شريكًا مفيدًا لواشنطن على الساحة الدولية، في حين يتحسر البعض الآخر على عدم توخيه الحذر والطريقة التي أغرق بلاده فيها بالحرب على اليمن التي بدأت في شهر مارس من العام 2015م.
وهناك قضية واحدة أخرى تثير قلق شركاء الرياض الأمريكيين، وهي أن بن سلمان ليس رجل الغرب. وخلافًا لبعض أعضاء الأسرة المالكة الآخرين، فهو لم يتلق تعليمه بالخارج أو يفهم جيدًا الطبقة العليا من المجتمع الغربي وهو لذلك لا يزال مواطنا أجنبيا في العيون الأميركية حسب تعبير الكاتب ديفيد أغناطيوس.